ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية مؤخرا ان عام 2014 من اسوأ الاعوام التي مر بها الرئيس الامريكي باراك اوباما, فالمشاكل التي كانت طوال فترة ولايته الاولى راكمت فشله في ولايته الثانية وانعكست على سياساته التي وعد بها جمهوره والعالم بعدم خوضه حروب مع اي دولة كانت.
وقالت الصحيفة ان اوباما بدأ بتحديد مجموعة من الاصلاحات السياسية خاصة بعدما تسربت معلومات تخص وكالة الامن القوى الامريكية, والتي فضحها للعالم عميل موظف لدى وكالة المخابرات المركزية هو إدوارد جوزيف سنودن, الا ان اوباما لم يحسب انه فقد جزءا كبيرا من شعبيته في مجلس الشيوخ، وتراجعت سياسته التي تتحلى بالديمقراطية وتحقيق السلام الى حد كبير.
ومن المغامرات العسكرية الخاسرة التي قادها جورج الابن و التي سعى اوباما لتصليحها ووعد قبل انتهاء ولايته الاولى في عام 2011 ان ينسحب منها , وذلك لضمان ترشحه للولاية الثانية, الا ان ما يشهده العراق اليوم من عمليات “داعش” وغيرها خاصة تدخل التحالف الجوي بقيادة امريكية وتزويد عدة الاف من الجيش الامريكي, يثبت للعالم عكس ذلك, وهذا ما شكك الخبراء بمدى قدرة اوباما على نجاح ادارته السياسية وصياغة قرارات صائبة.
وعند الحديث عن عام 2013 نرى انه عام “ضائع” ايضا لاوباما اذ بدلا من ان ينجز فيه ويباشر باصلاحاته السياسية لصالح شعبه الذي وعده بعدم تدخل امريكا في أي حرب ولا مجال للتجارب, دخل على سوريا والقى خطابا في العاشر من ايلول في عام 2013 للامة الامريكية ليبرر فيه هجومه على سوريا بحجة تجريد السلاح الكيماوي منها, وهذا كان بداية لفقد ثقة جمهوره والعالم به
استطاع اوباما خلال عامي 2013 -2014,ان يكون صورة واضحة عن سياسته بانه لا يرتقى بمستوى المهمة التي انتخب من اجلها. ففي اواخر 2013 اشارت صحيفة واشنطن بوست الى ان “ايه بي سي” اجرت استطلاع رأي يبين اذا كان اوباما مديرا جيدا؟؟ وكانت النتيجة ان 41% من المشاركين يرون انه جيد, فيما جرى استطلاع اخر في مركز بيو للابحاث في تموز/يوليو 2013 تبين فيه ان 44% يعتقدون ان اوباما قادر على انجاز الاصلاحات جميعها بصورة حسنة, وبالطبع هذه النتيجة ليست ببعيده عما قالوه عن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن.
وتبين بعد نجاح الانتخابات النصفية للكونغرس ان الحزب الديمقراطي الذي يعد من اقدم الاحزاب السياسية المعاصرة باء بالفشل . ويبرز هنا السؤال التالي : هل اصبح اوباما في مأزق امام جمهوره وسيواجه العديد من الانتقادات والمعارضة الواسعة لحكمه، ام سيضطر الى الحصول على تأييدهم وموافقتهم قبل البدء باي عمل يخص الولايات المتحدة دولة وشعبا !!
اماني العبوشي