الرقة.. سجن تنظيم الدولة الكبير

الرقة.. سجن تنظيم الدولة الكبير

تنظيم الدولة
قرر تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا منع خروج أي شخص من أهالي الرقة شمالي شرقي سوريا


خارج مناطق سيطرته إلا لحالات مرضية مزمنة تحتاج العلاج الفوري، كما منع أجهزة الاستقبال الفضائي، وهو ما حوّل الرقة إلى سجن كبير، يحتجز خلف أسواره أكثر من مليون شخص يعانون من القصف المستمر وتضييق التنظيم.

وقال الناشط الإعلامي أحمد عبد الله إن حالات النزوح والهرب من الموت جراء القصف الشديد وخناق تنظيم الدولة للأهالي في الرقة الآن شبه متوقفة، بعد أن أصدر التنظيم أمرا بمنع أي شخص من مغادرة أراضي التنظيم إلا من كان لديه مرض مزمن ويحتاج إلى معالجة فورية، مع السماح للمريض بوجود مرافق واحد معه من عائلته على أن يدفع المرافق مبلغ ألف ليرة سورية (نحو خمسة دولارات) مقابل الموافقة.

ويشترط التنظيم أيضا للموافقة أن يكون لدى المريض قريب له من عناصر التنظيم، ليضمن عودته بعد مدة يحددها لهم المسؤول كل حسب حالته، ووفقا لتقرير طبي من مستشفيات الرقة يبين حالة المريض وحاجته للعلاج الفوري ويؤكد عدم وجود علاج لحالته داخل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وقال عبد الله إن التنظيم زاد الخناق على الأهالي بمنعه مؤخرا تركيب واستعمال وإصلاح وبيع أجهزة الاستقبال الفضائي، بحجج عدة أهمها أنها تفسد الدين لدى المسلمين. وكان هذا الأمر صاعقا للأهالي، إضافة لتجار تلك الأجهزة في الرقة ممن يملكون بضائع بملايين الليرات السورية تخص أجهزة الاستقبال الفضائي.

وأوضح الناشط أن العديد من الشباب، وجلهم ممن انقطعت بهم سبل تأمين قوت عوائلهم وأهلهم وليس بإمكانهم السفر خارج الرقة، يلجؤون للانضمام إلى تنظيم الدولة للاستفادة من الرواتب الشهرية والامتيازات التي يوفرها التنظيم لأعضائه، وهربا من التضييق الممارس على أهالي الرقة غير المنتسبين للتنظيم.

وأشار إلى أن التنظيم يستغل المواطنين المحتجزين داخل حدوده ليكونوا دروعا بشرية تعرقل أي عمل عسكري ضدهم في المستقبل.

من جانبه، روى أبو أيمن معاناته في سبيل الخروج من الرقة رفقة عائلته، وأكد أنه لم يتمكن من المغادرة إلا بعد شهر كامل من التنقل بين مكاتب الحسبة في الرقة والطبقة ومنبج بريف حلب، ودفع رشاوى بمبالغ مالية مجموعها 20 ألف ليرة سورية (نحو 106 دولارات) لعناصر من التنظيم يعملون سماسرة لتسهيل الحصول على موافقة الخروج من أراضي التنظيم.

وشبّه أبو أيمن الرقة بعد منع تنظيم الدولة أهلها من السفر بـ”سجن غوانتانامو الأكبر”، وأكد أن ما يفعله التنظيم من ممارسات بحق أهالي الرقة لا يختلف عن الممارسات في أي سجن مخابراتي تحصل فيه كل أساليب التعذيب والقتل والتخويف.

وقال إن التنظيم يختلف عن النظام باعتماده اتهامات بمخالفة الشريعة الإسلامية أو التخابر مع العدو أو الانتماء إلى فصائل ثورية تقاتل النظام السوري، وتسقط تلك الاتهامات عن أي متهم يرغب ويقبل الانضمام إلى التنظيم.

في المقابل، أكد أبو المغيرة المسؤول في مكتب الحسبة لدى تنظيم الدولة أن قرار منع الأهالي من السفر خارج أراضي الدولة جاء “لمنع اختلاط المسلمين بالعقائد الفاسدة والمحرضة خارج أراضينا”.

وبرر منع أجهزة الاستقبال الفضائي “بالحد من إفساد عقيدة ودين المسلمين في أراضي الدولة بما تبثه قنوات أجهزة الاستقبال الفضائي، التي تستهدف إفساد دين المسلمين وعقيدتهم وبث الإشاعات والكذب عن دولة الخلافة في حرب إعلامية كاذبة علينا وتحريض على قتالنا”.

أحمد العربي

الجزيرة نت