اشتدت خلال الأيام الماضية وتيرة النزوح من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بريف حلب الشرقي من جهة، ومناطق سيطرة المعارضة المسلحة بريف حلب الشمالي من جهة ثانية، جراء القصف الجوي من قبل الطيران الروسي الذي يساند قوات النظام في محاولات تقدمها بريفي حلب الشمالي والشرقي.
وبدأت عمليات النزوح الواسعة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي من مدن الباب وتادف ومنبج نحو مدينة إعزاز، بعد فك الحصار عن مطار كويرس العسكري من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
ولم تمر أيام على نزوح العائلات من ريف حلب الشرقي حتى بدأت موجة نزوح جديدة من ريف حلب الشمالي باتجاه مدينة إعزاز إثر الهجوم الواسع لقوات النظام السوري والمليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية على بلدات حردتنين وباشكوي ورتيان، واستهداف مدن تل رفعت وعندان وحيان وبيانون بعشرات الغارات الجوية خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وتجمعت العائلات النازحة -غالبية أفرادها من النساء والأطفال والمسنين- في كراج سجو بمعبر باب السلامة الحدودي بمدينة إعزاز لمناشدة الحكومة التركية السماح لها بدخول أراضيها.
وقال الحاج أبو محمد من أهالي بلدة رتيان بريف حلب الشمالي للجزيرة نت، إنهم فروا من قصف الطائرات الروسية التي تنتهج سياسة الأرض المحروقة لإفساح المجال أمام قوات النظام للتقدم باتجاه بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب الشمالي.
وناشد الحكومة التركية السماح للعائلات بدخول الأراضي التركية أسوة بالموقف الإنساني الذي اتخذته تجاه المدنيين في مدينتي تل أبيض وعين العرب (كوباني) في وقت سابق.
وشهدت الأيام الماضية موجة نزوح واسعة للمدنيين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة بريف حلب الشرقي نحو ريف حلب الشمالي جراء القصف المستمر من قبل الطائرات الروسية على مدينة الباب التي تحاول قوات النظام التقدم إليها بهدف تضييق الخناق على فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب.
وقال الناشط الإعلامي عمر الشمالي إن موجة النزوح الأولى بدأت منذ قرابة عشرة أيام بعد هروب مئات العائلات من مناطق سيطرة تنظيم الدولة باتجاه مدينة إعزاز نتيجة للهجمة التي تشنها قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي على المدينة.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الطرق التي يسلكها المدنيون محفوفة بالمخاطر جراء زراعة تنظيم الدولة الألغام في مناطق الاشتباك مع مسلحي المعارضة، ونوّه إلى أن أكثر من عشرة مدنيين قتلوا خلال مرورهم بحقول الألغام.
وقالت سيدة نزحت مع عائلتها من مدينة الباب إنهم خرجوا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة عبر مهربين سيرا على الأقدام لمدة خمس ساعات، بسبب منع التنظيم خروج المدنيين من مناطق سيطرته إلا بإذن مسبق.
وأضافت في حديث للجزيرة نت أن قصف الطائرات الروسية واقتراب قوات النظام من مدينة الباب هو السبب الرئيسي لنزوح غالبية المدنيين.
وقال المتحدث باسم المجلس المدني بمدينة الباب إنه تم افتتاح مجمعين سكنيين للمدنيين الذين هربوا من قصف الطيران الروسي وطيران النظام على مدينة الباب، موضحا في حديث للجزيرة نت أن المجمعين يحتويان على غرف تم تجهيزها لاستقبال النازحين.
وأضاف أن المجمع الواحد يستوعب قرابة 250 شخصا، واصفا الوضع بالمأساوي خاصة وأن تدفق النازحين مستمر على مدار الساعة. ودعا المنظمات والجمعيات الإغاثية إلى مدّ يد العون وتقديم الدعم الحقيقي للنازحين.
أيمن محمد
الجزيرة نت