أرسلت تصريحات بعض الزعماء الأوروبيين، إثر مؤتمر عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إشارات حول وجود ما يشبه الصفقة حول سوريا، وبينها مصير الرئيس السوري بشار الأسد مقابل رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا.
وقال مصدر بريطاني مطلع لـ”العرب” إن النقاش الذي تم بين بوتين والزعماء الأوروبيين تمحور حول مناقشة العقوبات المالية والاقتصادية الأوروبية على روسيا وما هي المطالب الأوروبية مقابل رفع هذه العقوبات وتحديدا في القضية السورية.
وأضاف المصدر البريطاني أنه لدى الأوروبيين رغبة بالمساهمة في الحل السوري وتحديدا خلال المرحلة الانتقالية، حيث ترى فرنسا وبريطانيا ضرورة أن تتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة السورية خلال المرحلة الانتقالية بشكل يخرج الرئيس السوري من الحكم ويرفع يد “الحلقة الضيقة للأسد” عن الإمساك بزمام الحكم.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن زعماء أوروبا أبلغوا بوتين بأنه ينبغي استغلال الهدنة الهشة في سوريا في السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم من دون الأسد.
وعند سؤالها عن رد بوتين قالت إنه لم يجر نقاش مفصل حول الرئيس السوري.
وقالت “نعلم جميعا أن هذه واحدة من النقاط الصعبة” مضيفة أن كاميرون “شدد على أهمية الانتقال (السياسي) من دون الأسد وتشكيل حكومة تكون ممثلة تماما لكل قطاعات سوريا”.
وأشار مراقبون إلى أن القيادة الروسية أيضا تحاول حل أزمة أسعار النفط والصعوبات المالية التي تواجه موسكو من خلال الانفتاح على دول الخليج والتفاهم معها على مستقبل سوريا ما بعد الأسد، وهو ما يفسر رغبة القيادة الروسية في إرضاء السعودية في مختلف الخطوات التي تقدم عليها في سوريا، وآخرها فتح قنوات التواصل مع جيش الإسلام المحسوب على الرياض وجعله طرفا في الهدنة وإخراجه من دائرة المجموعات المصنفة إرهابيا.
ونفى التنظيم لاحقا أي لقاءات مع الروس، لكن خبراء عسكريين أرجعوا ذلك إلى رغبته في عدم إغضاب حلفائه الميدانيين الذين ما زالوا يتشككون في أمر الهدنة.
وأشار الخبراء إلى أن كثيرا من التفاهمات التي يتم الاتفاق عليها سرا لا تعلن، وأحيانا كثيرة يتم إطلاق تصريحات مناقضة لها، مثلما يجري الآن من تغطية أميركية روسية بتصريحات متناقضة بشأن تسريبات عن اتفاق بين موسكو وواشنطن على دعم خيار الفدرالية إذا فشل الحل السياسي في سوريا.
وآخر التصريحات التي تثير الشكوك حول نوايا موسكو، كان تصريح بوتين الذي قال فيه إن خطط الأسد بتنظيم انتخابات في أبريل “لن تعرقل الخطوات نحو عملية السلام”، وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين روس بارزين، فضلا عن أن هذه الانتخابات إنْ تمت ستفرغ مسار الحل السياسي من أي فاعلية.
وبدا المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خالي الذهن مما تمت مناقشته بين بوتين ونظرائه الأوروبيين بخصوص مصير الأسد، حين قال إن الشعب السوري وليس الأجانب، هو من يقرر مصير الأسد.
صحيفة العرب اللندنية