تصل مناورات رعد الشمال العسكرية ذروتها، الخميس، باختتام تدريباتها في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن شمالي المملكة العربية السعودية، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وانطلقت المناورات، التي تعد الأكبر في تاريخ المنطقة، بمشاركة 20 دولة إسلامية وعربية، في فبراير الماضي، “تعبيرا عن التضامن لمواجهة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”، بحسب مكتب وزير الدفاع السعودي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي محمد جمال المظلوم إن المناورات في العلوم العسكرية تركز على تجميع مجموعة من القوات المختلقة بهدف التخطيط والاستعداد لـ”تدريب محدد”، مشيرا إلى أن تدريبات رعد الشمال تركز على قتال الجماعات الإرهابية.
وأضاف المظلوم لـ”سكاي نيوز عربية” أن “مناورات رعد الشمال تهدف في الأساس إلى تدريب القوات على مواجهة القوات غير النظامية والبؤر الإرهابية الموجودة بالفعل في بعض الدول الإسلامية والعربية”.
عاصفة الصحراء ورعد الشمال
وأوضح المظلوم أن “مناورات رعد الشمال هي الأكبر عددا منذ عاصفة الصحراء، حيث يتجمع فيها ما يفوق 300 ألف عسكري، بمشاركة 20 دولة منهم 14 دول عربية و6 إسلامية من قارتي آسيا وإفريقيا، وتُستخدم فيها نوعيات متطورة من الأسلحة”.
وعملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت، التي انطلقت منذ 17 يناير إلى 28 فبراير 1991، هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ومشاركة دول عربية وإسلامية، ضد العراق لتحرير الكويت.
وتشارك في مناورات رعد الشمال قوات برية وبحرية وجوية تهدف للتعاون فيما بينها، والتدريب على طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول، حيث تناقلت قطع من الجيوش برا وبحرا وجوا إلى مكان التدريب في حفر الباطن.
رسائل سياسية
وبالنظر إلى الأهداف السياسية للمناورات قال مظلوم، إن الدول المشاركة في المناورات تتفق في سياستها مع المملكة، ويشارك بعضها في عملية إعادة الأمل في اليمن وكذلك في قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي أن المناورات تعكس دورا سياسيا كبيرا للدول العربية والإسلامية، في محاولة منهم لحل مشاكلهم بعيدا عن الدول الكبرى، مشيرا إلى أن هذه المناورات تأتي في وقت الاستعداد للحشد في ليبيا لضرب داعش.
ماذا بعد؟
وفي نظر المظلوم فإن قوات الدول العربية والإسلامية المشاركة تهدف إلى الحفاظ على الخبرات التي اكتسبوها من التدريب، ومحاولة جذب دول لم تكن منضمة للتحالف الإسلامي العسكري الذي أعلن عنه في ديسمبر الماضي.
وتابع “تم التخطيط والحشد لمناورات رعد الشمال منذ فبراير الماضي، وربما تشهد الفترات المقبلة إجراء مناورات أخرى، نظرا لما تحققه مثل هذه التدريبات من اكتساب خبرات عسكرية للقوات المشاركة التي تطلع أيضا على طرق تسليح وقتال قوات دول مختلفة”.
ورجح الخبير العسكري أن تُجرى مناورات أخرى تجمع هذه الدول في مواقع مختلفة فيما بعد.
يذكر أن المناورات تشارك فيها قوات السعودية ومصر والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وموريشيوس، بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة.
سكاي عربية نيوز