الرهان العالمي على ارتفاع أسعار النفط يكتسب زخما قياسيا

الرهان العالمي على ارتفاع أسعار النفط يكتسب زخما قياسيا

d6fbaa8f81c632edaf498424de020e70_w570_h650

وضعت صناديق التحوط رهانات قياسية على ارتفاع أسعار النفط، تماما في الوقت الذي يعتقد فيه كثير من مشاركي السوق أن اندفاعا لمدة شهرين يمكن أن يستمر أو أن يتوقف.

الموقف القياسي، هامش الربح بين المؤشر الدولي خام برنت ونظيره الأمريكي، تراكم بسبب ارتفاع النفط أكثر من 40 في المائة منذ أن سجل أدنى مستوياته منذ 13 عاما بمقدار 30 دولارا للبرميل في كانون الثاني (يناير) الماضي، مع مراهنة الصناديق على أن الأسوأ في انخفاض الأسعار قد انتهى.

يقول المتداولون إن اتخاذ موقف لجانب واحد يخاطر بمفاقمة أي تراجع في الأسعار في حال قامت الصناديق بجني الأرباح بشكل جماعي، أو في حال انهارت صفقة مؤقتة لتقييد الإنتاج بين كبار المنتجين.

قال كارستن فريتش في كوميرتزبانك: “احتمال التصحيح الكبير قد زاد. وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار بمجرد أن يبدأ المستثمرون المضاربون بجني الأرباح”.

السعودية وروسيا من المقرر أن تقودا اجتماعا لكبار المنتجين في الدوحة الشهر المقبل بهدف تجميد الإنتاج العالمي عند مستويات كانون الثاني (يناير) الماضي.

وهذه أول جهود متضافرة كبيرة لإنهاء وفرة النفط لنحو عامين التي ألحقت الضرر بميزانيات كثير من الاقتصادات التي تعتمد على السلع الأساسية.

على أن الشكوك حول فعالية الخطة زادت، حيث إن الإنتاج العالمي لا يزال يتم أعلى بكثير من مستوى الطلب.

لإتمام أي صفقة، يبدو أنه ينبغي الالتزام بعدد من المحاذير لإقناع عدد كاف من البلدان لتأييد الاتفاقية.

السعودية قد توافق على الصفقة بغض النظر عن موقف إيران بشأن زيادة الإنتاج، بعد انتهاء أعوام من العقوبات عن صناعة النفط في طهران.

كما يمكن أن تقوم الكويت والسعودية برفع الإنتاج من 300 ألف برميل يوميا للحقل في المنطقة المحايدة التي تعمل بشكل مشترك بين البلدين.

لقد انخفض خام برنت بنسبة 3 في المائة أو 1.27 دولار ليصبح 39 دولارا للبرميل، بعد أن فقد عشر قيمته منذ تسجيل أعلى مستوى له في العام بمقدار 42.54 دولار في الثامن عشر من آذار (مارس) الجاري، فيما تراجع المؤشر الأمريكي، خام غرب تكساس الوسيط، بمقدار 1.24 دولار ليصبح 38.15 دولار للبرميل يوم أمس الأول.

كل من زيادة المخزونات العالمية والتأثير المحدود المحتمل من التوصل إلى أي صفقة في الدوحة يساعدان على إبقاء الأسعار تحت الضغط. بعض شركات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة كانت أيضا تتحوط بقوة، بتثبيت أي سعر مرتفع بما فيه الكفاية لسداد الديون التي تراكمت خلال النمو السريع للصناعة بين عام 2010 و2015.

قال بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع الأساسية في مجموعة سيب: “هناك إعادة توازن تجري، لكننا ما زلنا نشغل فائضا والمخزون يتراكم بمقدار ما يمكننا رؤيته. هناك خطر واضح للتراجع في أسعار خام برنت”.

موقف صناديق التحوط القياسي يتكون من صافي تعاملات طويلة – الفرق بين الرهانات على ارتفاع وانخفاض الأسعار – بما مجموعه 364 ألفا من العقود الآجلة وعقود الخيارات في خام برنت و215 ألفا في خام غرب تكساس الوسيط في جميع أنحاء بورصة لندن وبورصة نيويورك.

وحيث إن كل عقد يعادل ألف برميل، فإن إجمالي تعاملات الأوراق المالية المضاربة يعادل نحو ستة أيام من الطلب العالمي على النفط أو 579 مليون برميل من النفط الخام. انقطاع الإمدادات في نيجيريا والعراق وفرت بعض الدعم للأسعار، في حين أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أخذ يتباطأ أخيرا، وهو وضع ربما حدث لتجنب الانخفاض مرة أخرى إلى أقل من 30 دولارا للبرميل.

أنجلي رافال وديفيد شيبارد من لندن

صحيفة الاقتصادية