يبدو أن العالم قد نسي سيئات الرئيس السوري، بشار الأسد، في ظل سيطرة “الدولة الإسلامية” على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وجعلها قطع الرؤوس أمرًا روتينيًا. العديد من السوريين مستاؤون من أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تدخل لوقف وحشية “الدولة الإسلامية”، ولكنه امتنع عن استخدام القوة العسكرية لوقف وحشية الحكومة السورية. ويعتقد بعض حلفاء الولايات المتحدة حتى بأن الأسد هو في الواقع جذر المشكلة.
وتساءل أحد السوريين من على الحدود التركية: “لماذا الآن؟”. وأضاف: “هل بسبب جريمة قطع رأس اثنين من الصحفيين الأمريكيين؟ أم لأن هذه في الحقيقة مجموعة إرهابية ترعب الناس في سوريا؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن النظام قد ارتكب من الجرائم ما هو أكثر مما ارتكبته داعش“.
وفي عام 2011، عندما كان السوريون يدعون سلميًا إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية بسيطة، قررت قوات أمن الأسد ألا تمنحهم شيئًا من ذلك، وواجهت بعنف المتظاهرين المدنيين. وبالتالي، نشأ تحالف المتمردين المسلحين، واندلعت حرب أهلية شاملة، ودخل المتطرفون الأجانب إلى البلاد.
واليوم، تقصف الولايات المتحدة سوريا أخيرًا. ولكن ليس لأن الأسد ذهب بعيدًا جدًا، وعبر كل “الخطوط الحمراء”، بل لوقف “الدولة الإسلامية”، وهو القرار الذي يجعل أهداف الولايات المتحدة متماشية مع مصالح الأسد.
وللتذكير بكم كان الأسد فظيعًا في التعامل مع شعبه، فيما يلي نظرة على بعض أسوأ جرائم الرئيس السوري خلال الأربع سنوات الماضية:
1) قتل 191 ألف شخصٍ، والعداد في تصاعد:
الشيء الرئيسي الذي تحتاج إلى تذكره حول الأسد، هو أنه مسؤول عن قتل عدد كبير من الناس.
وفقًا للأمم المتحدة، قتل 191 ألف شخصٍ على الأقل في سوريا حتى أبريل 2013. ومن بين هؤلاء، أكثر من 8800 طفلٍ دون سن العاشرة.
وهذه ليست سوى الأرقام “المؤكدة لعدد القتلى في سوريا. الأرقام الحقيقية من المرجح أن تكون أعلى بكثير من هذا الرقم.
2) تعذيب وإعدام 11 ألف سوريٍ:
وفي تقرير نشر في يناير/كانون الثاني عام 2013، قدم فريق صغير من المحامين الدوليين لحقوق الإنسان دليلًا قاطعًا على أن نظام الأسد قد عذب، وأعدم، ما يقرب من 11 ألف سوريٍ منذ بداية النزاع. وبالاعتماد على الصور والوثائق المهربة من سوريا من قبل منشق عن قوات الشرطة العسكرية للأسد، خلص المحامون إلى أن النظام ارتكب عمليات “القتل المنظم”، وعلى “نطاق واسع”.
3) الأطفال المحاصرون في “أرخبيل التعذيب”:
“أرخبيل التعذيب” هو الاسم الذي أطلقته هيومن رايتس ووتش (HRW) على شبكة واسعة ومعقدة من مراكز التعذيب والاعتقال التي تديرها قوات الأمن السورية، وعناصر المخابرات.
وقالت آنا نيستات، وهي المديرة المساعدة لبرنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش، لغلوبال في عام 2012: “لا يمكن مقارنة مستوى التعذيب هناك بأي صراع آخر عملت عليه”. وعندما يتعلق الأمر ببلطجية الأسد، يبدو أنه لا يوجد شخص صغير بما فيه الكفاية كي لا يتعرض للتعذيب. حيث أن واحدًا من كل خمسة معتقلين هو قاصر، وفقًا لهيومان رايتس ووتش.
4) هجمات بالأسلحة الكيميائية:
ورغم عدم وجود نقص في جرائم الحرب عندما يتعلق الأمر بنظام الأسد، كانت أكثر هذه الجرائم فظاعة هي استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد سكان الغوطة، وهي ضاحية يسيطر عليها المتمردون خارج دمشق.
وفي ذلك الهجوم، قتل أكثر من 1400 من المدنيين السوريين، وتسمم عدة مئات آخرين. وكان هذا أول استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيميائية منذ عام 1988، عندما استخدم صدام حسين هذه الأسلحة ضد الأكراد قرابة نهاية الحرب بين إيران والعراق.
5) استخدام البراميل المتفجرة في مناطق مدنية مكتظة بالسكان:
وتشبه هذه البراميل الأسلحة الكيميائية من حيث أنها لا تميز بين المدنيين والجنود، وقيمتها الرئيسية بالنسبة لنظام الأسد، هي قتل أعداد هائلة من المدنيين، وتدمير كتل كاملة من المدن، وترويع السكان. هذه القنابل شديدة الانفجار، وغير موجهة، ومصنوعة من مواد رخيصة ومتوفرة، مثل براميل النفط أو الماء، ومعبأة بالمتفجرات والخردة المعدنية لإحداث أقصى قدر من الدمار.
وقد استخدم جيش الأسد هذه البراميل مراراً وتكراراً في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، مثل حلب. وكانت النتائج مدمرة بالنسبة لحياة الإنسان، وللبنية التحتية للمدينة.
6) مجزرة في الحولة:
وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، أسفر هجوم القوات الحكومية السورية ومقاتلين من الميليشيات الموالية للحكومة، المعروفة باسم “الشبيحة”، على الحولة في مايو 2012، عن مقتل أكثر من 100 مدنيٍ. وكان نصف الضحايا من الأطفال. وقالت التقارير إن المسلحين رشوا المنازل بالنار عشوائيًا، وذهبوا بعدها إلى منزل تلو الآخر، لقتل الرجال والنساء والأطفال في الداخل.
7) استهداف الصحفيين:
لعبت جماعات متمردة، مثل جبهة النصرة و”الدولة الإسلامية”، دورًا كبيرًا في تحويل سوريا إلى “أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين”، وفقًا لمنظمة مراسلون بلا حدود، ولكن كان نظام الأسد لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال أيضًا، حيث اعتقلت قواته على الدوام، وسجنت، وقتلت الصحفيين طوال مدة النزاع.
وكانت ماري كولفين، المراسلة الأمريكية لصحيفة صنداي تايمز، من بين الصحفيين الذين قتلوا أثناء تغطيتهم للحرب. وجاء مقتلها إلى جانب المصور الفرنسي البارز، ريمي أوتليك، عندما قصف النظام المنزل الذي كانا يقيمان به في مدينة حمص.
8) ملايين اللاجئين:
فر 3.5 مليون من السوريين إلى دول تركيا، ولبنان، والأردن، والعراق. وهناك 6.5 ملايين مشردٍ داخليًا في سوريا.
ويقول البرنامج العالمي للأمم المتحدة إن ما يقرب من 6 ملايين من السوريين يعتمدون الآن على برامج المساعدات الغذائية من أجل البقاء على قيد الحياة.
غلوبال بوست – التقرير
http://goo.gl/pAGdk7