يتهم معارضون تركمان النظام السوري والطيران الروسي بتنفيذ عمليات تهجير جماعي لأبناء جلدتهم من الأقلية التركمانية في منطقة جبل التركمان بريفاللاذقية الشمالي، المعروفة باسم “باير بوجاق”.
وسمحت السلطات التركية قبل يومين بدخول نحو ثمانمئة شخص إلى أراضيها عبر معبر اليمضية الحدودي-الإنساني في منطقة اللاذقية. وكانت هذه الدفعة -بحسب مصادر للجزيرة- تشكل آخر من تبقى من مدنيين في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.
وقال طارق سلو نائب رئيس حزب الحركة التركمانية المعارض إن منطقة جبل التركمان تعرضت لعملية تهجير منظمة منذ بدء الثورة السورية عام 2011، وذلك على يد النظام أولا ثم الطيران الروسي ثانيا.
وأوضح سلو في حديثه للجزيرة نت أن عملية التهجير الأولى كانت في رمضان عام 2012 جراء قصف النظام المستمر والمكثف على مناطق جبل التركمان، إثر سيطرة المعارضة المسلحة على منطقة الجبل التي تضم 60% من تركمان اللاذقية.
أما عملية التهجير الثانية فبدأت يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي جراء قصف الطيران الروسي بمختلف أنواع الذخائر بما فيها المحرمة دوليا. وبحسب سلو فإن عملية التهجير الثانية كانت الأعنف والأقوى حيث نزح 80% من مجموع السكان التركمان في ريف اللاذقية، وقال إن ما بين 30 إلى 35 ألف مدني نزحوا دفعة واحدة، ومن ثم استمرت عمليات النزوح الجماعي إلى أن أفرغت منطقة جبل التركمان من سكانها.
ةيُقدر عدد سكان منطقة جبل التركمان بـ175 ألف مدني موزعين على 70 نقطة ما بين قرية ومزرعة، وذلك حسب إحصائيات قدمها حزب الحركة التركمانية الذي ينتمي إليه طارق سلو. ويرى الأخير أن هؤلاء كانوا يشكلون عائقا أمام مشروع النظام وحلمه في إقامة دولة على أساس طائفي تضم العلويين في المناطق الموالية في سوريا، وصولا إلى لواء إسكندرون في تركيا الذي تقطنه أغلبية علوية أيضا.
وقال سلو إن منطقة “باير بوجاق” في اللاذقية تقسم إلى قسمين: منطقة الجبل التي سيطرت عليها المعارضة وتم تهجير جميع سكانها، ومنطقة الساحل التي بقيت منذ بدء الثورة السورية وما زالت تحت سيطرة النظام، وقد هجرها 15% من سكانها بسبب ممارسات النظام الأمنية وتضييقه عليهم.
عملية تهجير الأقلية التركمانية من مناطقها في ريف اللاذقية كانت تصفها وسائل إعلام النظام بأنها “عملية إعادة الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب”، وفي كل مرة كان النظام يدعو سكان المنطقة للعودة إلى منازلهم.
غير أن ذلك لم يحصل بسبب المخاوف الأمنية للأهالي من قوات النظام وأجهزته الأمنية، الأمر الذي ترك منطقة جبل التركمان فارغة ومهيأة لمشروع ذي شقين بحسب الطبيب عمر الدادا نائب رئيس التحالف العربي التركماني.
وقال الدادا في حديث للجزيرة نت، إن عملية تهجير الأقلية التركمانية تمهيد للطريق أمام إقامة دولة كردية تشكل منطقة تعزل الثورة السورية وتحرمها من منافذها مع تركيا، وهي في نفس الوقت من أجل معاقبة أنقرة بسبب دعمها للثورة، ولخلق كيان معادٍ لها على حدودها يشكل لها مصدر قلق دائم.
وبحسب الدادا، فإن المشروع يلتقي أيضا مع مشروع النظام بإقامة دولته الطائفية، حيث اتهم وحدات حماية الشعب الكردية الساعية لتحقيق حلمها بإقامة دولة على أساس عرقي، بالتنسيق مع النظام وتحالفها معه من أجل تقسيم سوريا وتوزيع النفوذ فيما بينهما.
ويرى أن الأقلية التركمانية وقفت في وجه مشروع إقامة الدولة الكردية في ريف الرقة الشمالي وستعكر صفوها وتمنع قيامها في ريف اللاذقية، وقال إن عملية استعادة منطقة جبل التركمان متوقعة بعد غياب دعم الطيران الروسي عن قوات النظام، وإعادة الفصائل العسكرية التركمانية المعارضة ترتيب صفوفها.
محمد كناص
الجزيرة نت