هل لاحظت أن مهمة الولايات المتحدة القتالية في أفغانستان قد انتهت في منتصف الليل ليلة رأس السنة؟ والآن بعد أن انتهت الحروب في أفغانستان والعراق رسميًا، أو ربما “توقفت لفترة” كما يعتقد الكثيرون في البنتاغون، فقد حان الوقت لمعرفة حجم تكلفة هذه الصراعات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن القاعدة الأولى تقول: هناك العديد من الطرق لقياس تكلفة الحرب كما أن هناك العديد من الطرق لقياس تكلفة سيارة.
فلنفترض، على سبيل المثال، أنك أردت اقتناء سيارة هامر عام 2009، فالظاهر أنك كنت ستحتاج إلى أن تدفع للتاجر 35.752 دولارًا مقابل ذلك. لكن إذا أردنا حساب التكلفة الحقيقية فيجب أن يشمل ذلك تكاليف الاستهلاك، والتمويل، والوقود، والتأمين وما إلى ذلك. وهو ما من شأنه أن يضاعف الرقم لأكثر من الضعف ليصل إلى 78.616 دولارًا، على مدى خمس سنوات من الملكية.
ربما لم يكن هذا التشبيه دقيقًا بما فيه الكفاية، لكنه قريب بما يكفي لإظهار أن تكلفة الحروب لا تنتهي بانتهاء القتال، وأن الأمة لن تدفع ثمن هذه الحروب على مدى السنوات الخمس المقبلة فقط، ولكنها ستفعل ذلك لأكثر من جيل على الأقل.
كانت خدمة أبحاث الكونغرس، على سبيل المثال، قد خلصت إلى أن الحروب في أفغانستان والعراق قد كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين 1.6 تريليون دولار، ولكن الحقيقة أن هذا الرقم ليس دقيقًا بما فيه الكفاية.
حيث يتراوح التقدير الأدق لإجمالي تكاليف تلك الحروب ما بين 4 و6 تريليون دولار. ويشمل ذلك تكاليف الرعاية الطبية طويلة الأجل وتعويضات العجز لأفراد الخدمة، وقدامى المحاربين وعائلاتهم، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية، بحسب تقديرات الخبيرة الاقتصادية في جامعة هارفارد، ليندا بيلمز، المحسوبة في عام 2013.
لكنّ المسؤولين في وزارة الدفاع والمشرفين على المدنيين لا يحبون كثيرًا التحدث عن تكاليف الحرب، سواء قبل أو بعد إطلاق النار، كما يحولون تقدير تكلفة منخفضة للحرب، من أجل كتم صوت المعارضة الشعبية الممكنة.
فقد أجبرت إدارة جورج دبليو بوش، على سبيل المثال، لورانس ليندسي على الاستقالة من منصب رئيس المجلس الاقتصادي الوطني قبل غزو العراق عام 2003 بفترة وجيزة، بعد أن قال إن تكلفة الحرب مع العراق قد تصل إلى 200 مليار دولار. وبعد شهر، قبل غزو الولايات المتحدة للعراق، اقترح وزير الدفاع آنذاك، دونالد رامسفيلد، أن التكلفة الإجمالية للحرب سوف تكون أقل من 50 مليار دولار. وأكد أن الولايات المتحدة ستشارك هذه التكلفة مع حلفائها.
لكن تقرير CRS الجديد قال إن الحرب في العراق قد تكلفت 814.6 مليار دولار. بينما تكلفت في أفغانستان 685.6 مليار دولار.
وقالت بيلمز في الدراسة التي نشرت عام 2013 إن الصراعات في أفغانستان والعراق كانت أكثر الحروب كلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وكان هذا، بطبيعة الحال، قبل دخول الولايات المتحدة الحرب الثالثة فى العراق في أغسطس الماضي، وقبل أن تقرر الولايات المتحدة إبقاء جنودها في أفغانستان حتى عام 2016.
فعدم وجود مهمات قتالية لتلك القوات الأمريكية لا يعني أنه لا توجد تكلفة، حيث يقول تقرير CRS إن تكلفة الحفاظ على تواجد جندي أمريكي واحد هناك هذا العام ستبلغ 3.9 مليون دولار.
التايم – التقرير
http://goo.gl/wc5Yw4
>