يبلغ عدد القتلى في صفوف الأفغان التابعين للجيش الإيراني 20000 حسب التقديرات.
لقي البعض منهم مصرعهم، دفاعاً عن بشار الأسد وحكومته والعدد في تزايد. وحجز البعض الآخر واعتقلوا في السجون. جند هؤلاء المقاتلون ووضعوا في الصفوف الأولى للجيش الإيراني من أجل أهم وأخطر مهمة وهي مواجهة محاربي تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليهم في حرب “المالانهاية”.
هم ينتمون إلى الفيلق الأجنبي لجيش طهران: فرقة الفاطميون المتكونة من الشيعة الأفغان.
يلعب الجنود الأفغان دوراً محورياً في الحرب السورية منذ 2013. يتم تجنيد وتدريب هذه الفراق من قبل حرس الثورة الإيرانية “الباستران”. في أغلب الأوقات يقع إرسال هؤلاء الجنود، اغلبهم مراهقون كما صرحت به المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، للقتال من أجل التضامن مع الفرق الموالية لدمشق وحلب وحمص ودير الزر وحماة واللاذقية والمناطق القريبة من مرتفعات الغولان. وهم يتمون أيضاً إلى فرقة “القدس”، نخبة القوات الخاصة يقودها الجنرال قاسم سليماني، المسؤول على المهمات الإيرانية في الخارج.
هؤلاء الجنود يختلفون على غيرهم، المحاربون الأفغان في زمرة الفاطميين. بدأت قصتهم منذ وقت طويل، نشئوا في ظروف مأسوية وواجهوا الكثير ما يواجهه الأفغان كل يوم يعشونه في الدولة الإسلامية.
حسب المفوضية العليا للأمم المتحدة المعنية باللاجئين، بلغ عدد اللاجئين الأفغان إلى إيران قرابة 950000 لاجئاً. وبحسب مصادر إيرانية فإن العدد يزيد على ذلك بكثير.
يعيش هؤلاء الأفغان ظروفا أقل ما يقال عنها أنها مأسوية، وتوجههم الكثير من المعوقات التشريعية والاجتماعية التي تزيد وضعهم سوءًا وتحرمهم عيش الحياة الكريمة. يمثل هذا الشعب المسكين خزان جنود وقوة لا تخر تستثمر في أنواع الحروب، حتى في إيران نفسها.
تعتبر هذه الجنود مكسباً لسياسات التي تريد صناعة جيش. يتم انتداب بعضهم مع وعود بمنحهم الإقامة بالإضافة إلى 400 أورو في الشهر. ويتم اختيار البعض الأخر وسط الكثير من الابتزاز لإرسالهم إلى سوريا أو ترحيلهم إلى أفغانستان أو إلى السجن. ويتم استعمالهم إما لعمليات تهريب في إيران أو عمليات إجرامية أخرى كالمتاجرة بالمخدرات.
يلعب الدافع الديني دوراً مهماً في انضمام البعض الأخر إلى هذه الجماعات في إيران، حيث يتم إرسالهم لحماية ضريح السيدة زينب في دمشق والدفاع عنه. ولكن في الكثير من الأحيان لا يعد الإيمان كافياً، فقد هرب الكثير منهم خوفاً من الحرب طمعاً في الالتحاق ببقية اللاجئين إلى أوروبا.
ينتمي الأفغان الموالون إلى زمرة الفاطميين إلى مجموعة شيعية دولية بتكليف من طهران للقتال في سوريا وتوسيع نفوذ طهران في المنطقة. وتضم أيضا باكستانيين وعراقيين ولبنانيين.
ساهم تدخل إيران في الحرب السورية في إنقاذ بشار الأسد، بتدخل من موسكو. وبطبيعة الحال ستدفع دمشق الثمن بشكل كبير، كما توعد هو. ويمكننا الحديث من هنا عن المستقبل وتواجد الفرس في دمشق، كما هو متوقع، وهذا متأتٍ أيضاً من التضحية التي يقوم بها الأفغان.
أوكي ديلا غيرا
نقلا عن التقرير