قالت مصادر مطلعة، أمس، إن اجتماع مجلس محافظي أوبك في فيينا أمس لبحث المسودة الجديدة لاستراتيجيتها الطويلة الأمد، لم يسفر عن أي نتائج تذكر. وأكد مصدران في أوبك أن السعودية لم توافق على اقتراح طهران بوضع “الإدارة الفعالة للإنتاج” ضمن التحديات التي تواجه المنظمة. وأكد مصدر طلب عدم ذكر اسمه أن “إيران والسعودية لم تتفقا”.
وكانت إيران اقترحت تعديل أول التحديات العشرة التي وضعتها أوبك لنفسها وهي “الحفاظ على استقرار سوق النفط” ليشير إلى إدارة الإمدادات بدلا من ذلك، وفقا لمسودة سابقة لاستراتيجية الأمد الطويل تمت مناقشتها في نوفمبر الماضي.
وكتبت إيران في تلك المسودة أن التحدي الأول يمكن التعبير عنه بطريقة أكثر وضوحا كالتالي “استدامة أسعار النفط عند المستويات الأمثل والحفاظ على الإدارة الفعالة للإنتاج في ضوء الظروف الديناميكية للسوق”.
وما يثير التساؤلات في الأساس هو ما إذا كانت أوبك ستضع دورها التقليدي المتمثل في كبح الإمدادات لتعزيز الأسعار على رأس جدول أعمالها، وهو دور تفضله إيران وأعضاء آخرون مثل الجزائر وفنزويلا.
وفي المقابل تفضل السعودية أن تتراجع المنظمة عن محاولة إدارة السوق في ضوء تزايد إمدادات المعروض من خارج المنظمة، بعد أن قادت التحول في استراتيجية أوبك في نوفمبر 2014 حين أحجمت المنظمة عن خفض الإنتاج.
700 ألف برميل يوميا التراجع المتوقع في الإنتاج من خارج أوبك في العام الحالي
ولا يزال هذا التحول في السياسة يثير شقاقا في المنظمة، حيث يختلف الأعضاء بشأن الحاجة لدعم سعر عادل للنفط وتعزيز الإيرادات.
ويرى محللون أن أي محاولة لتقييد الإنتاج، لن تجدي نفعا ولن توفر سوى مسكنات مؤقته وتسمح لمنتجي النفط مرتفع التكلفة بمواصلة الإنتاج، إضافة إلى خفض حصة أوبك في الأسواق.
وتضمنت مسودة استراتيجية الأمد الطويل في نوفمبر الماضي، تعقيبات من إيران والجزائر بخصوص إجراءات لدعم الأسعار مثل وضع هدف أو حد أدنى للأسعار وعودة أوبك إلى نظام الحصص.
وتعارض السعودية وحلفاؤها الخليجيون في أوبك العودة إلى نظام الحصص الذي تخلت عنه المنظمة في 2011.
ويتولى إعـداد تقـريـر الاستـراتيجية طويلة المدى فريق أبحـاث أوبك فــي فيينـا، وهـو في العادة ينبـه إلـى أن التقـرير لا يمثـل الموقـف النهائي لأوبـك أو أي مـن الـدول الأعضـاء بخصوص أي قرارات مقترحة يتضمنها.
وذكرت المصادر أنه من المقرر أن يجتمع مسؤولو أوبك مجددا هذا العام في مسعى للتوصل إلى اتفاق على استراتيجية الأمد الطويل. ووصف مصدران من أوبك نقاط الخلاف بأنها ضئيلة نسبيا.
ولا يزال احتمال عودة أوبك إلى إدارة الإنتاج يبدو ضعيفا، ففي الشهر الماضي فشل كبار المنتجين في أوبك وخارجها في الاتفاق على تثبيت الإنتاج بعدما طالبت السعودية بمشاركة إيران.
ورفضت إيران الحد من الإنتاج في وقت تسعى فيه لاستعادة حصتها السوقية في أعقاب رفع العقوبات الغربية عنها في يناير، لكن مصادر مطلعة قالت إن طهران ستوافق على تقييد الإنتاج فور عودتها إلى مستويات ما قبل العقوبات.
وسيعقد وزراء نفط دول أوبك اجتماعهم القادم في الثاني من يونيو في فيينا لبحث سياسة الإنتاج.
وتزايدت المؤشرات مؤخرا على أن السوق تقترب من التوازن في ظل ترجيح انخفاض الإنتاج من خارج أوبك بأكثر من 700 ألف برميل يوميا.
ورجح وزير الطاقة الأميركي في الأسبوع الماضي ألا يعود الإنتاج الأميركي إلى النمو، إلا إذا ارتفعت أسعار النفط فوق حاجز 60 دولارا للبرميل.
في هذه الأثناء هبطت أسعار النفط مع تجدد المخاوف بشأن تخمة الإمدادات في الأسواق العالمية جراء زيادة إنتاج منطقة الشرق الأوسط وبحر الشمال من الخام، لكن مزيج برنت تمكن من الاستقرار فوق حاجز 45 دولارا للبرميل.
وقال العراق إن شحنات النفط من الحقول الجنوبية بلغت في المتوسط 3.364 مليون برميل يوميا في أبريل ارتفاعا من 3.286 مليون برميل يوميا في مارس.
وبلغ إنتاج السعودية أكبر مصدر للخام في العالم 10.15 مليون برميل يوميا في أبريل، لكن مصادر قالت إنه قد يعود إلى المستويات شبه القياسية البالغة 10.5 مليون برميل يوميا قريبا.
صحيفة العرب اللندنية