نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا حول الموازنة التي قام بها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” من خلال المحافظة على سلطته، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء “أحمد داود أوغلو”.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء “أحمد داود أوغلو”، كان قد أعلن منذ أيام أنه سيتخلّى عن منصبه، وذلك لتمهيد الطريق أمام الرئيس التركي للحصول على مزيد من الصلاحيات والسلطة داخل القصر الرئاسي. وفي خطاب عاطفي دام قرابة 40 دقيقة، دافع داود أوغلو عن فترة ولايته مشدّدا على أنه لطالما كان يعمل على ضمان وحدة كل من البلاد والحزب الحاكم، خلال فترة اتّسمت بتصاعد التفجيرات الانتحارية من قبل كلّ من الانفصاليين الأكراد والمتطرفين المنتمين لتنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة أن داود أوغلو صرّح خلال خطاب الوداع الذي قام به من مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، أن “فترة توليه رئاسة الحكومة كانت قصيرة إلا أن مصلحة البلاد اقتضت تنحيه عن منصبه”.
تخوّفات وآمال غربية
وفي المقابل، أعرب بعض قادة الغرب عن تخوّفهم من هذا التغيير، لكنهم ما زالوا يؤكّدون على حفاظهم على العلاقات القوية التي تجمعهم بالرئيس أردوغان الذي فرض نفسه كركيزة أساسية في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة؛ مثل احتواء التهديد الذي يمثله عناصر تنظيم الدولة المتواجدون في سوريا والذين يسعون إلى تنفيذ مزيد من الهجمات في مختلف أنحاء العالم فضلا عن وقف تدفق اللاجئين الفارين من ويلات الحرب والذين يبحثون عن ملاذ آمن في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح المتحدّث باسم البيت الأبيض، “جوش أرنست”، الذي أفاد أن داود أوغلو كان يُعدّ شريكا جيدا للولايات المتحدة، وأعتبر أن هذا التغيير لن يؤثّر على قدرة كل من الولايات المتحدة وتركيا على العمل معا لمواصلة تنفيذ الهدف المشترك وهو القضاء على تنظيم الدولة.
وفي هذا السياق، أعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه لطالما كان لأردوغان تأثير حقيقي في تركيا، حتى عندما تقلّد منصب الرئيس، وذلك بفضل حُسن التنسيق والتعاون بينه وبين داود أوغلو.
وأضافت الصحيفة أن القادة الأوروبيين أعربوا عن تخوّفهم من أن يؤثر رحيل رئيس الوزراء على الصفقة التي تجمع بين كلّ من تركيا وأوروبا، خاصة وأن داود أوغلو هو الذي قاد منذ البداية المباحثات حول صفقة اللاجئين. ومن جانبه، حذّر أردوغان من تخاذل أوروبا وعدم التزامها بشروط الاتفاق مشدّدا على أن تركيا لن تلتزم بجانبها من الصفقة، إذا لم تتم الموافقة على إلغاء تأشيرة السفر للمواطنين الأتراك بحلول هذا الصيف.
البدء في النظام الرئاسي
وذكرت الصحيفة أن المعارضة التركية لم تؤيّد استقالة داود أوغلو زاعمين أن الرئيس التركي سينفرد بكافة الصلاحيات، ما من شأنه أن يقوّض مبادئ الديمقراطية في البلاد. ووفقا لعدد من المحللين، فإنه “اعتبارا من اليوم، سوف تخضع تركيا للنظام الرئاسي، وهذا يعني مزيدا من الصلاحيات لرئيس الدولة”. وأضاف المحللون أنه من المحتمل أن تتوجّه تركيا نحو انتخابات برلمانية أخرى حتى يضمن أردوغان ما يكفي من الأصوات لتأييد مسعاه حول إنشاء نظام رئاسي على غرار الولايات المتحدة. وفي المقابل، صرّح المستشار الاقتصادي لأردوغان أنه “ليست هناك بوادر لإجراء انتخابات مبكّرة في البلاد”.
موقع تركيا بوست