بدأ الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني، وهو حزب لديه سبعون عامًا من الخبرة القتالية والسياسية، حملة عسكرية جديدة في نضاله من أجل الديموقراطية وحق تقرير المصير للشعب الكردستاني الإيراني.
وبناء على ذلك، فقد تم نشر قوات البشمركة الإيرانية في كل مناطق كردستان الإيرانية، وخلال الأسبوعين الماضيين، كان هناك قتالًا عنيفًا بين الحرس الثوري الإيراني وقوات البشمركة التابعة للحزب الديموقراكي الكردستاني الإيراني في عدة مناطق من كردستان الإيرانية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني من بينهم ضباط كبار.
ويمتلك الحزب الديموقراطي الآن عددًا من الأماكن المحصنة على طول الحدود الإيرانية العراقية؛ حيث يتم تدريب وتنظيم مجموعات الشباب المتدفقة للالتحاق بصفوف الحزب، هذه الحملة لها أبعاد متعددة كانت غائبة عن نضالنا المسلح ضد إيران في السابق، حيث يشن الحزب الديموقراطي هذه الحملة إلى جانب تنظيمات أخرى مثل الاتحاد النسائي الديموقراطي في كردستان الإيرانية.
ويقوم الحزب خلال هذه الحملة بإعادة تنظيم القوى الإجتماعية المختلفة داخل كردستان الإيرانية وحشدها لمواجهة قمع النظام، ويعمل النشطاء المدنيون جنبًا إلى جنب مع قوات البشمركة في تحالف شامل من أجل إحداث تغيير كبير في كردستان الإيرانية، المعروفة أيضًا بروجهلات.
ويلعب الحزب الديموقراطي دورًا محوريًا في هذا النضال في إيران ويعتبر دعم الحركات القومية الأخرى داخل البلاد واجبًا أخلاقيًا، وهذا هو السبب الوحيد لمشاركة الحزب في إنشاء منظمة رئيسية تضم القوميات في إيران بالتعاون مع العرب والآذريين والبلوشيين والتركمانيين والمنظمات الكردية الأخرى.
لا شك أن مستقبل الحركات القومية للأكراد والعرب والأتراك والبلوشيين في إيران لها آثارها على العالم، وهذا النضال هو الطريقة الوحيدة لعلاج دكتاتورية إيران في الداخل ودورها في زعزعة الاستقرار في الخارج في الوقت ذاته.
ونحن في الحزب الديموقراطي بكردستان الإيرانية ندعم أي جهد من شأنه منه إيران من امتلاك أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، حيث أثبت النظام الإيراني على مدار العقود القليلة الماضية أن الأكراد والمجموعات العرقية الأخرى سوف يكونوا أول ضحايا هذه الأسلحة، فلم تتردد الحكومات الإيرانية أبدًا في استخدام أي سلاح يمتلكونه لارتكاب المذابح ضد الأقليات داخل البلاد.
وبعد حوالي عام من الاتفاق النووي، أصبح واضحًا أكثر من ذي قبل أن إيران تمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة والسلام العالمي، فالجهود الإيرانية لفرض سيطرتها على المنطقة تعزز تنامي الإرهاب والكراهية، ولا تزال إيران هي أكبر داعم للإرهاب والمصدر الرئيسي للفوضى في المنطقة، وفي نفس الوقت، تستمر عمليات إعدام النشطاء السياسيين داخل إيران بشكل مطرد وتزداد حدة اضطهاد المجموعات العرقية والدينية، وتسوء أوضاع الأقليات القومية والدينية ويحاول النظام القضاء على المجموعات المختلفة في إيران؛ حيث تستمر في قمع المعارضين بشكل وحشي وتفرض رقابة عليهم.
إن شعور الشيعة الفارسيين بالفوقية هو العامل الرئيسي الذي يصوغ التدخلات الإيرانية في المنطقة، ومادام هذا النظام موجودًا، فلن يكون هناك سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط؛ فالإيرانيون يعانون من هذا التعالي منذ أكثر من قرن، وهذا هو منبع الديكتاتورية في إيران اليوم، وهذا محور هام يربط بين المشكلتين الأساسيتين اللتين تتسبب فيهما إيران دائمًا؛ وهما الديكتاتورية في الداخل وزعزعة الاستقرار في الخارج.
ومن ثم، فنحن نؤمن أن النضال ضد الإيرانيين لوضع حد للدولة المركزية المتعالية هو مفتاح المجتمع الدولي للتصدي للتهديد الذي تمثله إيران للسلام العالمي ولاستقرار المنطقة على وجه الخصوص.
وبالتالي، فإن ما يجعل هناك خطورة من جانب إيران ليس بالضرورة نوع الأسلحة التي تمتلكها، وإنما نزعتها التوسعية وشموليتها، وهما اتجاهان متشابكان منبعهما الشعور الشيعي الفارسي بالفوقية، ولذلك نحن نؤمن أنه في إطار سعي المجتمع الدولي والقوى الإقليمية عن طريقة أفضل للتصدي للتهديد الذي تمثله إيران على أمن المنطقة، فإنهم يجب أن يضعوا في حسبانهم الواقع الإيراني متعدد الثقافات، فقضية الأقليات العرفية هي مسألة ديموقراطية، ونضالهم ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هو السبيل لتحويل إيران من دولة مارقة إلى كيان سلمي من خلال نظام الضوابط والتوازنات.
باختصار، نحن نؤمن أن هناك تقارب استراتيجي بين مصالح القوميات داخل إيران والأطراف الفاعلة في المنطقة، وهو ما يمكن أن ينتج عنه نظامًا جديدًا في الشرق الأوسط نستطيع فيه تأسيس أمن وسلام دائمين.
جيروزاليم بوست – التقرير