مازال ارتفاع المخزون النفطي ومخاوف من الطلب، وتباطؤ الاقتصاد العالمي أهم القضايا التي تشكل ضابطا على اسعار النفط، وتزيد تحديات السوق النفطية.
اهم ما يهيمن على الاسواق بشكل عام هو حالة عدم اليقين التي تترافق كما ذكرنا مع وفرة المعروض وتراجع الطلب لا تزال تسيطر على اتجاه الأسعار وتوقعاتها ما بعد العام 2016، فالسوق النفطية اليوم تشهد حالة من الشد والجذب بين المنتجين، فالكل يسعى للحفاظ على حصته السوقية.
وشهدت أسعار النفط ارتفاعا بعد أنباء عن اجتماع غير رسمي، للبحث في حلول لأزمة المعروض، سيعقده أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على هامش منتدى للطاقة في الجزائر بين 26 و28 أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأعقب الاعلان ارتفاع سعر مزيج برنت العالمي بنحو 3% إلى 45.40 دولارا للبرميل، كما زاد سعر الخام الأميركي بنسبة مماثلة ليصل إلى 42.90 دولارا.
الا ان اسعار الخام تراجعت من جديد فى إلى 42 دولار أمريكي بعد صدور بيانات عن معهد البترول الأمريكي بارتفاع مخزونات الولايات المتحدة بمقدار 2.09 مليون برميل الاسبوع الماضي لتصل إلى 520.8 مليون برميل وارتفعت مخزونات الولايات المتحدة الأمريكية في كوشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 1.3 مليون برميل.
وأفاد المعهد أيضاً عن تراجع مخزون البنزين بمقدار 3.9 مليون برميل رغم أن التوقعات كانت تشير إلى تراجع قدره 1.1 مليون برميل فقط.
وبحسب بيانات منظمة أوبك فقد بلغ إجمالي المخزونات النفطية العالمية التجارية والاستراتيجية نحو 8842 مليون برميل في نهاية عام 2015، مرتفعا بنحو 750 مليون برميل مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014.
توقعات البنك الدولي
الكثير من التحليلات تناولت التقلبات التي تشهدها السوق النفطية، الا ان الاقتصاد العالمي ومخاوف الطلب الى جانب ارتفاع حجم المعروض وانعكاساته على اسعار الخام كانت الحاضر الاقوى في هذه التحليلات.
وهنا يرى البنك الدولي في تقريره المتعلق بأسعار النفط واتجاهاتها خلال السنوات الخمس القادمة بإن رغم استقرار اسعار النفط فوق مستويات الأربعين دولارا للبرميل منذ مطلع العام 2016 وارتفاع التوقعات بأن تشهد الأسعار مزيدا من التحسن خلال الفترة القادمة وبشكل خاص بعد اختبار الأسعار مستويات الخمسين دولارا الا أن ضبابية المناخ الاقتصادي العالمي لا تزال تسيطر على اتجاه الأسعار وتوقعاتها ما بعد العام 2016
لقد كان تقرير البنك أكثر تشاؤما حول اسعار الخامات بعد أن أكد على أن اسعار الذهب الأسود لن تتجاوز مستوى الـ60 دولار للبرميل الواحد حتى عام 2020.
وبالعودة للحديث عن اجتماع اوبك المقبل لتجميد الانتاج، فقد يكون اجتماعا تشاوريا على الاغلب، فالسعودية، أكبر منتج في اوبك،كانت قد وضعت شرط في اجتماع المنظمة في الدوحة، وهو ضرورة مشاركة كافة الاطراف في قرار التجميد، وهو ما رفضته ايران، وعليه قد تتمسك السعودية بشرطها في اجتماع الجزائر، لذلك فالأرجح ان الاجتماع سيلاقي مصير سابقه.
اليوم أسعار النفط تشهد تقلبات واضحة مبنية على عوامل السوق والشكوك حول نمو الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من الحديث عن عقد اجتماع غير رسمي لأوبك نهاية شهر أيلول المقبل، الا ان واقع السوق لا يشير الى إمكانية اتخاذ قرارات هامة خلال الاجتماع فالسوق اليوم قد لا تكون جاهزة لقرار تجميد سقف الانتاج، وخصوصا وأن السوق اليوم مازال يعيش حرب أسعار وسط حالة من الترقب والحذر من نقص في الإمدادات .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية