أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من البلدان العربية هاشتاغ #من_أين_أتى_داعش؟ لمناقشة أسباب ظهور تنظيم الدولة الإسلامية. وانتشر الوسم على نطاق واسع على فيسبوك وتويتر. وبلغ عدد التغريدات التي استخدمت الوسم أكثر من 30 ألف تغريدة منذ تدشينه صباح الخميس. وبرز الهاشتاغ في دول عربية عديدة منها السعودية والأردن والعراق والإمارات.
وكانت التعليقات تحمل نقدا لاذعا لداعش. كما اعتبر النشطاء أن فشل الأنظمة السياسية في عدد من الدول العربية أدى إلى ظهور التنظيم المتشدد وتمكنه من نشر فكره الإرهابي. وحاول مغرد الإجابة على سؤال “من أين أتى داعش؟” فقال “لم يأت من فراغ، فهو متواجد منذ زمن طويل، ولكن حينها لم تكن له حاجة ولم يحن وقت استخدام هذه الورقة بعد”. واعتبر آخر أن سبب ظهور التنظيم هو “الفراغ والأفكار الفاسدة المسمومة من أعداء العرب”.
ورأى آخر أن داعش تغذى “من التشدد في الدين والابتعاد عن فهم السلف للكتاب والسنة والاعتماد على فهم قليلي العلم”، فيما اعتبر ناشط آخر أن “أساس ظهور داعش يعود إلى الظلم”.
وقال آخر “داعش جاء من الفكر الوهابي ومن مدارسنا ومراكز تحفيظ القرآن. هذه حقيقة داعش، فهو ليس صناعة أميركية بل هو تطبيق حرفي للدين”.
وعلق آخر “أتى من الابتعاد الكبير عن مفهوم ‘أمة الوسط’ وهي صفة وخاصية جعلها الله لأمة الإسلام لتكون شاهدة على الناس بالعدل وليس الظلم”.
غوغل تقدم برنامجا جديدا يساعد المستخدم في الابتعاد عن التطرف والحد من الاستقطاب
وكتب مغرّد “أتى بسبب فقدان الأغلبية للغة الحوار وفهم الآخر المختلف.. أتى بسبب تكفير الطائفتين لبعضهما”.
واعتبر العديد من رواد تويتر وفيسبوك أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس سوى نتاج لمؤامرة من بلدان أجنبية يتعرض لها العالم العربي بدافع الأطماع والمصالح السياسية والجيو-استراتيجية والاقتصادية وغيرها. واعتبر مغرّدون أن عددا من البلدان الغربية عملت على إيجاد فراغ سياسي في العالم العربي مما ساهم في انتشار الإرهاب.
ونشر مستخدم على حسابه على فيسبوك “داعش جاء من السياسات الغربية المبنية على اضطهاد العرب والمسلمين”.
واعتبره آخر “صناعة أميركية إيرانية باعتراف هيلاري كلينتون، لكن لا يضر السحاب نباح”. وأشار آخر إلى أن “الدواعش يفجرون في كل مكان من العالم إلا في إيران، فهي محرمة عليهم لأنها هي من تمولهم وتدعمهم وتستفيد منهم في تمرير مشروعها المهيمن”.
ووصفت ناشطة تنظيم الدولة الإسلامية، فكتبت “أصبح داعش يمثل أبشع صور ازدراء الإنسانية، والاستهتار بأرواح الأمنيين والمدنيين”. وبطريقة متهكمة أجاب مستخدم على السؤال فقال “لا أعرف من أين أتى داعش، ولكن الأكيد أنه لم يأت من مكان فيه بحر”. من جهة أخرى، يعي عمالقة الإنترنت ضرورة التصدي إلى انتشار التنظيم المتشدد الذي يستفيد كثيرا من التكنولوجيات الحديثة لينشر الرعب ويستقطب عناصر جديدة. وفي هذا السياق، استطاعت شركة “غوغل” تقديم برنامج جديد، من شأنه أن يواجه خطة تنظيم “داعش”، ويساعد متصفحي الإنترنت في الابتعاد عن الأفكار المتطرفة والحد من انضمامهم إلى صفوف
التنظيم.
وعملت على البرنامج مؤسسة “جيغساو” التابعة لشركة “غوغل”، بالتعاون مع شركة “مون شوت” البريطانية و”كوانتوم كوميونيكيشنز” اللبنانية، وفقا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وأطلقت اسم “إعادة التوجيه” على البرنامج الجديد الذي يدمج قوة الخوارزميات التي تستخدم في محرك البحث وإعلانات “غوغل”، بالإضافة إلى منصة “غوغل” على موقع “يوتيوب”، لاستهداف الأفراد الذين قد يبدون أي ميول للانضمام إلى “داعش”، وحثهم على التراجع عن موقفهم هذا. ويظهر البرنامج إعلانات إلى جانب كلمات البحث التي ترى الشركة أنها الأكثر استخداما من قبل المتطرفين على محرك البحث، فتوجه هذه الإعلانات المستخدم إلى فيديوهات باللغتين العربية والإنكليزية على “يوتيوب”، تعرض لقطات من داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، ومقابلات مع أفراد أجبروا على العيش تحت سلطته، ويتكلمون عن تجربتهم المريرة معه، بالإضافة إلى فيديوهات تعرض رجال دين يرفضون فكرة التنظيم، ويلفتون إلى ضرره على الدين الإسلامي.
وقالت رئيسة مؤسسة “جيغساو”، ياسمين غرين، إنّ “هذا العمل نتاج ملاحظات سجلت خلال السنوات الماضية، وتشير إلى الطلب المتزايد على المواد المتعلقة بداعش على الإنترنت، بالإضافة إلى الطلب على المواد التي تناقض الأفكار المتطرفة”.
وشددت غرين على أن “البرنامج لا يعمل على مراقبة المستخدمين المحتمل انضمامهم إلى داعش أو أي تنظيم متطرف آخر، بل يعمل فقط على تثقيفهم، ويظهر لهم الأفكار المخالفة لأفكار التنظيم”، وفقا لـ”إندبندنت”.
صحيفة العرب اللندنية