في وقت سابق من هذا العام، كنت ضمن مجموعة من المتحدثين في ندوة نظمت أثناء منتدى الهشاشة 2016، حيث كان السؤال الموجه للجنة المتحدثين المكونة من خمسة هو: “ما الذي يمكننا أن نقوم به بشأن الطاقة في البلدان الهشة؟”.
لكنني وجدت نفسي أفكر، “كيف يسعنا التقاعس عن فعل شيء؟”
الطاقة الحديثة تمثل حجر الزاوية لدعم وتمكين الناس بقدر ما هي كذلك للنمو الاقتصادي. عندما أفكر في ذلك، فإن أول ما يتبادر لذهني هو أن للأطفال في أي بلد الحق في تعلم القراءة والكتابة دون التعرض للخطر بسبب الإضاءة ليلا بالكيروسين، هذا الجيل الجديد في البلدان الهشة هو بالضبط ما لا نستطيع أن نتحمل فقدانه إذا لم نكن نود أن تفشل هذه الدول.
في وقت قد لا نمتلك فيه كل الإجابات عن أفضل السبل للتفاعل، فقد أدرك البنك الدولي منذ زمن الحاجة إلى تقديم الدعم حتى لأشد البيئات هشاشة. من بين البلدان الـ 36 التي تعتبر هشة، هناك ستة لم تحصل على واحد من البرامج الرئيسة للبنك الدولي عن الطاقة.
الحاجة إلى مشاركة أفضل ودائمة مهمة للغاية نظرا لشدة حرمان الأشخاص واللاجئين. اللاجئون بشكل عام يعدمون سبل الحصول على الطاقة، فما بالك بخدمات الطاقة الحديثة؟
فهؤلاء خارج نطاق البرامج الخاصة للطاقة، مثل برنامج الطاقة المستدامة للجميع SE4All، على سبيل المثال الأولوية الأولى للاجئين عادة هي الطهي، الذي يستخدمون فيه الحطب والفحم النباتي.
وهذا يعرض هذه الفئات الضعيفة بالفعل للخطر: فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك 4.3 مليون شخص يموتون سنويا بسبب تلوث الهواء الداخلي. ويمكن لمواقد الطهي المتطورة، وأنابيب الغاز، والمصابيح والأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية أن توفر نوع الخدمات الذي يحتاج إليه هؤلاء الناس.
إذا كنا نعلم أن هذه الحلول يمكن أن تساعد على تخفيض التكاليف والانبعاثات وتقديم خدمات أفضل، فلماذا لا تطبق إذن في معسكرات اللاجئين إلا نادرا؟
أحد الأسباب الكبرى هو انعدام الخبرات المتخصصة في الطاقة عند التخطيط للبرامج البشرية. وعادة ما تطبق أغلب الجهود على فترات قصيرة. وثمة فرضية زائفة مفادها أن اللاجئين سيعودون سريعا إلى بيوتهم، ومن ثم فلا حاجة لتقديم الحلول الدائمة لهم.
وهناك مجال آخر يتطلب انتباها خاصا عند العمل في البلدان الهشة، ألا وهو التخطيط لتطوير قطاع الطاقة وسط مناخ من عدم الاستقرار الشديد. وتحتاج العوامل المتكررة ــــ على سبيل المثال من خلال شبكات كهربائية منفصلة عن الشبكة الرئيسة، وبالبناء على الطاقة الموزعة ــ إلى مزيد من البحث.
على سبيل المثال، تنظر دراسة أجريت أخيرا لأفغانستان في المفاضلات بين الأمن والطاقة في ظل الاضطرابات. نهج “تنبأ ثم تحرك” التقليدي الذي تدعمه خطط التوسع الأقل تكلفة لا يساعد بالضرورة على تحديد الحلول القادرة على الصمود أمام التغيرات الخارجية الكبرى. تستخدم الدراسة مناهج، كتحليل القرارات، ومنهجية الخيار الحقيقي، واختبارات القوة، لتحديد الخيارات القادرة على الصمود أمام المستويات العليا من الاضطرابات في أفغانستان.
بحث آخر يتناول جنوب السودان ويستخدم مناهج مدعمة للاضطلاع بالتخطيط للطاقة. وجد البحث أن القدرة على الصمود، المقترنة بالمزايا المرحلية والتدريجية لتقنيات توليد الطاقة والشبكات، يمكن أن تدعم اتخاذ القرار بشأن البنية الأساسية في البلاد. دعونا نواصل رسم معالم الطريق نحو سد فجوات المعرفة ومساعدة من هم أشد احتياجا.
* مدير إدارة الطاقة ــ البنك الدولي
جريدة الاقتصادية