تتحرك الحكومة اليمنية على أكثر من جبهة لمحاصرة الدور الإيراني في البلاد من خلال الدعم اللامحدود الذي تقدمه طهران للانقلابيين.
وعلى الرغم من أن تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية مثّل ضربة قاصمة لطموحات طهران في البلاد، فإن الإيرانيين لجأوا إلى اتباع سياسة تهريب الأسلحة إلى حلفائهم الحوثيين في مواجهة السلطات الشرعية في اليمن.
وإزاء تواصل عمليات تهريب الأسلحة بمختلف أصنافها ووصول أغلبها إلى أيدي المتمردين، تعتزم السلطات الشرعية في اليمن تقديم شكوى لدى مجلس الأمن ضد إيران.
وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إن بلاده تعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن نقل إيران أسلحة لحلفائها الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وينحي اليمن والسعودية باللائمة على إيران في تزويد الحوثيين بالسلاح. وتدخلت السعودية في اليمن في مارس 2015 لمنع الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من السيطرة على اليمن.
وتعتبر طهران الحوثيين السلطة الشرعية في اليمن ولكنها تنفي اتهامات بتزويدهم بالسلاح.
وذكر المخلافي في نيويورك، حيث يحضر التجمع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة، “هناك أسلحة جديدة من إيران، (هذا) مؤكد”.
وأضاف ” لا يمكن إخفاء أن هناك تهريبا للسلاح لا يزال قائما من إيران. البعض من هذه الأسلحة وجدت على الحدود اليمنية السعودية وهي أسلحة إيرانية معروفة”.وقال المخلافي “نحن باتجاه تقديم شكوى مصحوبة بالأدلة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هذا الأمر يخالف القرار الأممي 2216 الذي يحظر على الدول ليس فقط القيام بتزويد الانقلابيين بالسلاح، وإنما يلزم هذه الدول بألا يقوم أحد من رعاياها أو على أرضها بنقل السلاح إلى الانقلابيين”.
وانهارت الشهر الماضي محادثات كانت ترعاها الأمم المتحدة في محاولة لإنهاء القتال الدائر منذ 18 شهرا وأدى إلى قتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص.
واتخذت قضية تهريب الأسلحة للمتمرّدين في اليمن خلال الفترة الأخيرة منحى أكثر خطورة وأشدّ إثارة لغضب السعودية، حين أصبحت تلك الأسلحة تستخدم بتركيز شديد في استهداف مناطق سعودية واقعة على الحدود مع اليمن، ما أوقع ضحايا أغلبهم من المدنيين.
وسلمت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن انتهاكات إيران للقرار الأممي رقم 2216 المتعلق باليمن، لجهة مواصلتها تهريب السلاح للمتمرّدين الحوثيين، والذي يستخدم في استهداف مواقع مدنية في الغالب داخل التراب السعودي.
ويعتقد محللون أن إيران تخوض معركة خاسرة في اليمن، وتواجه صعوبة في تهريب الأسلحة المؤثرة إلى الحوثيين منذ فرض قوات التحالف العربي بقيادة السعودية حظرا على الموانئ والمطارات اليمنية مع بدء عملية عاصفة الحزم، دعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
ويرجح محللون وجود رغبة إيرانية واضحة في إطالة أمد الحرب في اليمن من خلال دعم شق من طرفي الصراع للإبقاء على البلاد بؤرة للتوتر ومصدرا لعدم الاستقرار على حدود منافستها اللدود السعودية، وبالتالي إشغالها بالملف اليمني عن ملفات أخرى حيوية لطهران على رأسها الملف السوري. ولم تنقطع إيران، بحسب تقارير ميدانية، عن إمداد الانقلابيين الحوثيين بالسلاح، فيما لا تخفي دعهما السياسي والإعلامي لهم، ما يعني تشجيعهم على التمادي في خيار الحرب وعدم الاستجابة لمبادرات السلام.
وفي مواجهة التقدم الكبير الذي أحرزته القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور بدعم من التحالف العربي عمد الحوثيون إلى إشعال جبهة على الحدود مع السعودية.
وركز الانتقام الحوثي بشكل كبير على السكان المدنيين للبعض من المناطق السعودية القريبة من حدود اليمن من خلال قصف عشوائي عن طريق صواريخ تضرب داخل مناطق العمران بشكل عشوائي. غير أن إجراءات عسكرية سعودية صارمة اتخذتها المملكة على حدودها مع اليمن أدت إلى تراجع كبير في حجم تهديدات المتمرّدين الحوثيين للمناطق الحدودية السعودية.
وساهمت الإجراءات العسكرية السعودية على الحدود في سحب ورقة الضغوط الحدودية من أيدي الحوثيين الذين وظفوا هذه الورقة إعلاميا بهدف الترويج لانتصارات وهمية.
ولا تنقطع التقارير الإخبارية التي تتحدث عن تفاقم خسائر الانقلابيين على الحدود وآخرها ما صرح به التحالف بقيادة السعودية من أن ضابطا عسكريا كبيرا بجماعة الحوثي في اليمن قُتل في اشتباكات على الحدود مع السعودية.
وأضاف المصدر أن العقيد حسن الملصي قائد القوات الخاصة التابعة للحوثيين قُتل الخميس أثناء محاولة تسلل فرقة من مقاتلي الحوثي في محافظة نجران بجنوب المملكة العربية السعودية.
وترجح تحليلات عسكرية أن تنجح قوات التحالف العربي في قادم الأيام في إخماد جبهة الحدود السعودية اليمنية بشكل كامل بعد أن رصدت الرياض المزيد من المقدّرات البشرية والتقنية لتأمين الحدود، وبعد أن لعب طيران التحالف العربي دورا كبيرا في منع تجمّع قوات للمتمرّدين قرب حدود المملكة ما جعلهم يخشون الاقتراب من تلك الحدود ويعمدون بشكل متزايد إلى القصف عن بعد عبر الصواريخ العابرة التي يتم إسقاط أغلبها في أماكن خالية عن طريق الدفاعات الأرضية، فيما يتولى طيران التحالف الردّ على مصدرها واستهداف منصات إطلاقها.
صحيفة العرب اللندنية