ضد إيران أم ضد اليمين؟ «يديعوت احرونوت» تتهم نتنياهو بالعمل على تخريب العلاقة مع واشنطن

ضد إيران أم ضد اليمين؟ «يديعوت احرونوت» تتهم نتنياهو بالعمل على تخريب العلاقة مع واشنطن

صحيفة «يديعوت احرونوت» وكُتّابها الكبار يُصلون ويتوسلون لاوباما ان يتنازل لايران ويعطيها هدية تسمح لها ان تكون دولة حافة نووية. وان كل أمل وتطلع الصحيفة التي كانت لها يوماً ما دولة هو ان تخرج بعناوين كبيرة تدعي من خلالها ان نتنياهو فشل في مواجهة ايران. وخيوط المؤامرة تبنى على اقوال محللين من «فوكس نيوز»، ولكن ما العمل اذا كان الناطق باسم البيت الابيض يتاثر بلقاء ناحوم بارنيع بشكل اقل مما يتاثر من لقاء رئيس الحكومة .
تتجاهل الصحيفة حقيقة اساسية واحدة وهي ان النووي الايراني يعرض للخطر ايضاً منتخبي المعسكر الصهيوني الذي تعمل الصحيفة من اجله. وحسب العناوين بالامس في «يديعوت احرونوت» و «واي نت» – ان وجود وأمن دولة إسرائيل تقف في الدرجة الثانية من الاهمية بعد المهمة المقدسة المتمثلة باسقاط حكم بنيامين نتنياهو واليمين.
إن المعسكر الملقب بـ «الصهيوني» ليس بحاجة اطلاقاً للقيام بحملة انتخابية خاصة به. فـ «يديعوت احرونوت» تقوم بالمهمة من اجله مجاناً والدفع سياتي لاحقاً من خلال دعم تشريع قانون اغلاق إسرائيل اليوم.
الامريكان متعبون فقد ملوا رفع راية الحرية في العالم والعزة القومية التي لازمتهم في الماضي وهنت. النشيد الوطني الامريكي يفتتح اليوم العاب الكرة ولا يثير اي حماس. والرئيس الامريكي يعبر في سلوكه عن روح اليسار الليبرالي المتثائب باستمرار. اما بالنسبة لدولة إسرائيل فليس لها ان تتعب، هكذا علمنا التاريخ اليهودي وان غالبية المجتمع الإسرائيلي تفهم حجم المهمة التي اخذها على عاتقه رئيس الحكومة من اجل الاجيال القادمة. فبعد الاكتئاب والانهزامية لـ «يديعوت احرونوت» توجد حياة ايضاً.
ان كل صحافي عقلاني مستعد للعمل بصدق بعيداً عن الديماغوجيا، يعرف انه على مدى السنين كانت هناك مواجهات على هذا المستوى او ذاك بين رؤساء الحكومات وبين الادارة الامريكية. بن غوريون مقابل آيزنهاور، رابين مقابل جيرالد فورد، بيغن مقابل كارتر، شامير مقابل بوش الاب. الولايات المتحده لها مصالح مع إسرائيل اكبر من العلاقات بين الرؤساء.
والان جاء دور نتنياهو للدفاع عن أمن الدولة في مواجهة الترهل الامريكي. ان كل ما تنشره يديعوت احرونوت حول زيارة ننتنياهو لامريكا وخطابه امام الكونغرس لا اهمية له وهو معد لخدمة مصالح هرتسوغ وليفني لا اكثر ولا اقل.
وفي اطار الصراع الذي لا هوادة فيه مع اليمين فان جزءاً من القنابل الصحافية موجهة لبينيت وحزبه البيت اليهودي ولو وزعوا ميداليات على الازدواجية في الصحافة لحظيت يديعوت احرونوت بالميدالية الذهبية. ففي الانتخابات السابقة حملت الصحيفة نفتالي بينيت واييلت شكيد على الاكتاف ووصفوهم كمعتدلين ومتنورين وبالامس حولتهما الصحيفة إلى الكتلة الاكثر ظلاماً في الكنيست.
لا لسبب الا لان بينيت قرر المضي مع نتنياهو، ولان حزبه سحب دعمه للقانون غير الديمقراطي الداعي إلى اغلاق إسرائيل اليوم. كم لطيفاً ان تهتم يديعوت احرونوت بالديمقراطية الامريكية وبشكل اقل بالديمقراطية الإسرائيلية.

إسرائيل اليوم 27/1/2015

د. حاييم شاين