استبعد مراقبون إمكانية استئناف محادثات السلام في سوريا قريبا، واتهموا روسيا بأنها لم تتدخل في سوريا إلا من أجل حسم المعركة عسكريا، وأنها ستصعد هجومها على حلب بعد انتهاء الهدنة الجمعة المقبل.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مؤخرا أن مجموعة سفن روسية بقيادة الطراد “بطرس الأكبر” غادرت المحيط الأطلسي متوجهة إلى البحر المتوسط، وأضاف أن “فشل الغرب” في كبح جماح من وصفهم بـ”الإسلاميين المتشددين” في سوريا تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.
ورفضت واشنطن هذا التصريح الروسي، وقالت عبر المتحدث باسم خارجيتها جون كيربي أمس الثلاثاء “نحن لا نفكر مثل روسيا بإرجاء اللقاءات السياسية إلى أجل غير مسمى، ولا نريد أن يكون بشار الأسدجزءا من سوريا على المدى البعيد”.
ويقول المحلل السياسي حسام محمد إن حديث الروس عن وقف محادثات السلام بسبب فشل الغرب في كبح جماح “المتشددين” هو “كذب”، فالروس قصفوا بطائراتهم التشكيلات العسكرية “المعتدلة”، واستهدفوا المشافي والمدارس والبنى التحتية، بحسب قوله.
وأضاف محمد أن المعارضة السورية لا تعتبر روسيا شريك سلام طالما أنها تمارس القتل ضدهم وتدعم نظاما قتل وشرد الملايين، معتبرا أن موسكو لم تدخل الحرب لتطبيق السلام بل من أجل الحسم العسكري، بحسب تعبيره.
ويرى المحلل السياسي أن من الناحية المنطقية وبحسب المعطيات، ستؤول محادثات السلام إلى الفشل ولن يكون هنالك توافق سياسي خلال المدى المنظور، متوقعا ألا تتطور الأحداث بما يوافق رغبة روسيا.
لا جدوى
من جهة أخرى، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الأسمر -في حديثه للجزيرة نت- أن روسيا تعتبر كل من يحمل السلاح ضد نظام الأسد إرهابيا ويجب القضاء عليه، ويقول إن روسيا تصدت لكل قرار دولي في مجلس الأمن كان يسعى لإدانة النظام.
وأضاف أن روسيا أعلنت التهدئة منذ التاسع عشر من الشهر الماضي وعدم القيام بأي عمل عسكري في حلب لغاية الجمعة، كي تقول للعالم إنها أعطت الوقت الكافي لخروج المسلحين من الأحياء الشرقية، وإن المسلحين استغلوا الهدنة لمهاجمة الأحياء الغربية الخاضعة للنظام، مما يعني أنه لا بد من الحسم العسكري والإبادة، بحسب قوله.
ويعتبر الأسمر أن روسيا تريد شراء صمت المجتمع الدولي من أجل تصعيد قصفها في الأيام المقبلة على حلب، مما يعني أنه “لا جدوى من محادثات سلام قريبة في سوريا بما يرضي المعارضة”.
يشار إلى أن الجيش الروسي أعلن في بيان اليوم الأربعاء عن تمديد “الهدنة الإنسانية” في حلب لمدة عشر ساعات إضافية، لتنتهي يوم الجمعة المقبل، كما طالب في البيان المدنيين والمعارضة بإخلاء المدينة، وذلك بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.
أمير العباد
الجزيرة