استمرت فعاليات عمليات تحرير نينوى في اسبوعها الثاني وتمكنت القطعات العسكرية والامنية العراقية والقوات الكردية من تنفيذ جميع مهامها القتالية في قاطع العمليات بكل دقة وتنظيم عال وبامكانية ميدانية جيدة تمكنت خلالها من تنفيذ جميع الخطط والتوجهات العسكرية التي أعدت من قبل قيادة التحالف الدولي وبمشاركة جميع الدول المنضوية والعاملة مع هذا التحالف والبالغ (63) دولة .
وأهم ما تميز به الاسبوع الثاني من المعركة يمكن أن نوجزه بالأتي :
1.تقدمت جحافل القوات العاملة ضمن القاطع الشرقي لمحافظة نينوى وضمن أعمال الفرقة 16 ومكافحة الاهاب من محور الخازر وتمكنت من تحقيق أهدافها والسيطرة الفعلية على مناطق(برطلة-تلسقف) واحكام طوقها على مركز ناحية بعشيقة وباسناد ومشاركة القوات الكردية وباشراف طيران التحالف الدولي والسيطرة على الطريق الرابط مابين مركز ناحية برطلة باتجاه أطراف مدينة الموصل وصولا الى منطقة (الكوكجلي) التي تقع على مشارف أول الاحياء السكنية للمدينة .
2.أحكمت القطعات العسكرية التابعة للفرقة التاسعة والقوات الكردية المشاركة معها ضمن القاطع الشمالي الشرقي من جهة (الكوير) سيطرتها على مركز قضاء الحمدانية وجميع القرى التابعة له والتواجد عند مفرق الحمدانية باتجاه مركز المدينة وبمسافة 8كم مما عزز أهمية هذا العمل هو التقدم باتجاه أول الاحياء السكنية القريبة من مشارف المدينة وهو (حي الانتصار) .
3.كان لتواجد قوات حرس نينوى والمتكون من متطوعي أهالي المدينة وبقيادة أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق مع مقاتلي قيادة الفرقة16 في المحور الشمالي أهمية بالغة في تعزيز التلاحم ما بين القطعات العسكرية وأبناء الموصل المتطوعين وكان لهذا التفاعل والانسجام أهميته في الوصول للاهداف المرسومة ضمن هذا القاطع حيث تمكنت هذه التشكيلات من التمركز عند مشارف مدينة الموصل تحديدا في منطقة (الشلالات) عند تل العباسية وتقدمت باتجاه تطويق مركز ناحية تلكيف وتحرير العديد من القرى المحيطة بالقضاء .
4.كان أبرز ما تحقق في الايام الاخيرة من نهاية الاسبوع الثاني للمعركة هو مشاركة مقاتلي (الحشد الشعبي ) في الدخول عبر المحور الغربي لقاطع عمليات نينوى في خطوة كانت متوقعة ولكنها جاءت خارج سياقات ما اتفق عليه وأعلنه حيدر العبادي أثناء القاءه كلمته في فجر يوم 17 تشرين الاول 2016 عند الشروع ببدأ العمليات العسكرية حيث لم يشر الى مشاركة الحشد الشعبي في المعركة اضافة الى انه كان محاطا بقيادات الجيش العراقي وصنوفه ولم يكن يتواجد معه أي قائد أو مسؤول من قيادات الحشد الشعبي ولكن الضغط الايراني بضرورة المشاركة في المعركة عبر التشكيلات العسكرية التي يدعمها والمتمثلة بكتائب الحشد الشعبي هو من جعل العبادي يأذن لهم بالتحرك عبر محور (الحضر-تل عبطة-تلعفر) .
5.استمرت الفرقة 15 وتشكيلات الشرطة الاتحادية ومقاتلي طوارئ محافظة نينوى من التقدم ضمن أهدافها في المحور الجنوبي الممتد من مفرق ناحية القيارة وتم استعادة العديد من القرى والمناطق والتي كان اهمها الدخول الى (ناحية الشورة) والتوسع باتجاه التقدم نحو احالسيطرة على (ناحية حمام العليل) ورغم البطئ في هذا المحور القتالي ولكنه تمكن من انجاز مهامه بدقة.
6.استمرت المناكفات والاحاديت السياسية المتبادلة بين انقرة وبغداد وأخذت اتجاهات عديدة تمثلت في تمسك بغداد بعدم السماح للاتراك بالمشاركة في عمليات تحرير نينوى مع استمرار الخطاب السياسي والعسكري التركي بضرورة التواجد داخل الاراضي العراقية والاصرار على المشاركة الفعلية وعند أي عمليات تغيير ديمغرافي للمحافظة وخاصة (قضاء تلعفر) .
7.برزت أهمية ونتائج الساعات الاخيرة من نهاية الاسبوع الثاني للعمليات في وصول قوات مكافحة الارهاب الى منطقة (الكوكجلي) الصناعية المهمة كونها تشكل بداية الاشراف والدخول الى أولى الاحياء السكنية لمدينة الموصل وتحديدا أحياء (السماح -الشقق الخضراء -الملايين الثالثة -القدس-عدن).
8.واجهت القطعات المتجحفلة ضمن قاطع الفرقة 16 وقوات مكافحة الارهاب قتالا عنيفا عند أسوار مدينة الموصل وتحديدا منطقة (الكوكجلي) بسبب الاساليب التي اتبعها مقاتلي داعش في تعزيز دفاعاتهم من خلال انشاء الخط الناري الاول المتمثل بزرع العبوات الناسفة والمتفجرات واستخدام السيارات والدراجات النارية المفخخة والقصف الميداني على أماكن القطعات المتجحفلة .
9.كان الاعلان عن مشاركة مقاتلي الحشد الشعبي أثره النفسي على أبناء المحافظة وكان تأثيره سلبيا بحيث أدى الى نزوح الالاف من ابناء القرى الممتدة من قضاء الحضر -قرية الجرن باتجاه مركز المدينة وترك دورهم ومزارعهم والاتجاه الى المدينة مما أدى الى استمرار تقدم مقاتلي الحشد وسيطرته على أكثر من (65) قرية وصولا الى مسافة 5كم عن منطقة (تل عبطة) ، وخلال تقدمه منع تواجد أي وسيلة أعلامية عراقية معه وأصر على هذا الاسلوب لكي يمنع الاعلام من ملاحقة تصرفات وسلوك مقاتليه الذين ارتكبوا بعض الاعمال التي سبق وان مارسوها في مناطف (الرمادي-الفلوجة-الصقلاوية-الكرمة-بيجي-تكريت-ديالى ) وقاموا بتهديم وحرق عدد من دور المواطنين وتجريف مزارعهم وخاصة أهالي منطقة الجرن من عشائر (البكارة -السبعاويين-البوبدران) .
كان هذا أهم ما ميز ايام الاسبوع الثاني من عمليات نينوى فهل سنرى تقدما ملموسا يوحي بالسيطرة الفعلية على الجانب الايسر لمدينة الموصل أم ستكون للخطوط الدفاعية والمقاومة المندفعة لمقاتلي داعش كلمتها في تحديد مسارات العمليات هذا ما سنراه في الايام والاسابيع القادمة .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية