أكثر من ثلاث سنواتٍ مضت على معركة القصير، التي زجّ فيها (حزب الله) كلّ ما أوتي من قوة ليبسط سيطرته على المدينة ومحيطها، ويفرض تهجيراً قسرياً لم يفصح عنه غايته من الاحتلال إلا قبل يومين، حين ظهر في عرضٍ عسكريٍّ قال عنه مراقبون إنه كسر هيبة الدولتين السورية واللبنانية معاً، فقد احتل أرضاً سورية، واستعرض بسلاحٍ يُرجّح أنه استولى عليه من الجيش اللبنانيّ، وأثار حفيظة الأمريكان الذين فتحوا تحقيقاتٍ بكيفية وصول دبابات خرجت من مصانعهم، إلى من تصنفه منظمةً إرهابية.
عشرات الدبابات ظهرت في مدينة القصير بريف حمص ترفع رايات الحزب اللبناني، ولا يظهر في الأفق ولو أية إشارة لوجود النظام أو ميليشياته، ليؤكد عرض الحزب ما ذهبت إليه عشرات التقارير الإعلامية والاستخباراتية بأن القصير باتت منطقة سلطةٍ ذاتيةٍ خالصةً للحزب التابع لإيران، كما غيرها من تلال استراتيجية في جبال القلمون ومحيط الزبداني.
واشنطن تحقق
ولأن دبابات الحزب التي ظهرت يرجّح أنها أمريكية الصنع، علّقت إليزابيث ترودو، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، على الصور المنتشرة من العرض بأن واشنطن تحقق في الصور، وأكدت أن وقوع معداتها بأيدي الحزب سيكون مصدرا للقلق.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن ترودو قولها: لقد رأيت الصور التي لم تكن واضحة كثيرا. وأريد أن أقول إننا نعمل مع الوكالات المتعددة الموجودة لدينا من أجل الحصول على المزيد من المعلومات وتوضيح ذلك.
ولدى سؤالها عن الموقف الأمريكي بحال اتضح أن تلك الآليات الأمريكية كانت بحوزة الجيش اللبناني وصلت منه إلى حزب الله ردت ترودو بالقول: “نحن نعتبر حزب الله منظمة إرهابية أجنبية.. نحتاج لمعرفة المزيد من المعلومات ولكننا بالطبع سنشعر بالقلق الشديد بحال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله”.
“كسر هيبة لبنان”
وأشار اللواء أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني السابق إلى ان استعراض “حزب الله” يطيح بقدرة العهد الرئاسي الجديد باستعادة هيبة الدولة.
وقال ريفي في سلسلة تغريدات له عبر “تويتر” : “استعراض حزب الله في القصير، قبل عيد الاستقلال، يطيح بما بُني من آمال حول قدرة أو نية العهد باستعادة ولو جزء بسيط من هيبة الدولة وصورتها”.
وتابع ريفي: “ماذا سيقول “الرئيس القوي” للبنانيين، عن ميليشيا مسلحة تحولت الى جيش يشارك في احتلال سوريا واقتسامها وقتل أهلها.
في هذا السياق، نقلت “أورينت نت” عما أسمته مصادر خاصة، أن الدبابات التي استخدمتها ميليشيا “حزب الله” في الاستعراض هي من طراز “M113” تابعة للجيش اللبناني، وبالتالي لا يمكن أن يكون استحوذ عليها الحزب من أي جهة أخرى.
واعتبرت أن هذا الأمر في حال تأكد، سيتسبب بقطع كافة المساعدات المطروحة لتسليح الجيش اللبناني من جميع دول العالم. مشيرة إلى أن الجيش اللبناني لم يفتح أي تحقيق حول كيفية وصول هذه الدبابات إلى “حزب الله” وخاصة أن هناك إمكانية أن تكون هناك صفقات فساد بين قيادات في الجيش وميليشيا حسن نصر الله.
هل هي إسرائيلية؟
في المقابل، أكد موقع “القوات اللبنانية” أن (حزب الله) استخدام أسلحة إسرائيلية في حربه إلى جانب قوات النظام في سوريا، وظهر ذلك جلياً في العرض العسكري الأخير. مؤكداً أن المدرعات المستخدمة أميركيّة المنشأ وإسرائيليّة الصنع والتطوير تعرف بـ ”Zelda”، وشاركت في العرض العسكري.
ويمكن أن تتشابه “Zelda” مع طرازات أخرى من الـ (M113)، إلا أن ما يميزها من حيث الشكل عن شبيهاتها هي الفتحة الأمامية والجسور الحديدية على جانبيها المصممة من أجل حمل أكياس رملية وقائية أو دروع حديدة، بحسب موقع “القوات اللبنانية”.
وتابع موقع “القوات” بأن أقدم ناقلات الجنود المدرعة لدى الجيش الإسرائيلي هي الـ M-113، التي تم تطويرها وتصنيعها في الولايات المتحدة في الستينيات، وكان الغرض منها نقل الجنود إلى ومن ساحة المعركة بطريقة فعالة، وحمايتهم، وأطلق عليها الجيش الإسرائيلي رسميا اسم “Bardelas” لكن الجنود يسمونها M-113 أو “Zelda”، أو ببساطة “ناقلة الجنود المدرعة”.
ووصلت الـ M-113، لأول مرة إلى إسرائيل في العام 1972، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي تلقى معظم ناقلات الجنود المدرعة من هذا النوع من خلال المساعدة الأميركية في حرب تشرين، وكان الهدف من M-113 أن تحل مكان المركبات المدرعة القديمة التي كان الجيش الإسرائيلي يستخدمها في ذلك الوقت، والتي انكشفت جزئياً، وأصبحت هدفاً سهلاً للنيران المعادية.
وفي ما يلي فيديو ومجموعة صور للـ”Zelda”:
حذيفة العبد: كلنا شركاء