بعد ساعات فقط من المكالمة الهاتفية التي دارت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الإثنين، شنت روسيا وحلفاؤها السوريين حملة قصف هائلة على شرق حلب وأراضي سورية أخرى يسيطر عليها المتمردون.. فهل هذه مجرد صدفة؟
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قالت إنه من غير المحتمل أن تكون هذه مجرد صدفة، نظرا لما نعرفه عن بوتين، مشيرة إلى أنه لا توجد عناصر تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي في حلب، لكن يبدو أن ترامب على غير دراية بهذه الحقيقة.
وأوضحت الصحيفة أنه يعيش حوالي 250 ألف مدني في حلب، تلقوا آخر حصص غذاء متوفرة الأسبوع الماضي، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، إلى جانب عناصر من قوات المعارضة المسلحة أيضا يتم تدريبها وإمدادها حتى الآن من قبل الولايات المتحدة وحلفاؤها، فضلًا عن جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأشارت إلى أن كل هؤلاء محاصرون بقوات إيرانية وميليشيات شيعية منذ يوليو/تموز الماضي، وجميعهم يواجهون الإنذار الأخير الوحشي ذاته، الذي وجهه بشار الأسد إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة: الاستسلام أو الموت قصفًا أو جوعًا.
لكن الهدف الواضح لبوتين، بحسب “واشنطن بوست”، هو دعم نظام الأسد ضمن حملة ليسيطر على المدينة، وربما على مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة، خلال شهرين ونصف الشهر هي الفترة الانتقالية للرئاسة الأمريكية.
وإذا حدث ذلك، فالنتيجة ستكون “الكارثة الإنسانية الأسوأ” في حرب قتل فيها بالفعل ما يزيد عن 400 ألف شخص إما بالقصف أو الأسلحة الكيميائية أو التعذيب أو غيرها، وفقا للصحيفة التي اعتبرت أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، ولا الرئيس المنتخب ترامب، لا يبديان أي رغبة في فعل شئ لمنع هذه النكبة.
فعندما وجه أحد الصحفيين سؤالا لأوباما في المؤتمر الصحفي الذي عقده الإثنين، حول حلب، أشار إلى أن الولايات المتحدة تدخلت لمنع هجوم مماثل على مدينة بنغازي الليبية، كانت إجابة أوباما كالتالي: “لا يتوفر هذا الخيار بسهولة أمامنا”، مضيفا أن الإدارة الأمريكية “ستستمر في الضغط من أجل “مناطق آمنة إنسانيا ووقف إطلاق النار”، هذا قبل أن يقر بأن هذا لم يفلح.
“واشنطن بوست”، اعتبرت أن صدق أوباما مرحب به، إلا أن نيته الواضحة ليشاهد عاجزا مئات آلاف الأشخاص، يموتون جوعا أو قصفا خلال الأسابيع الأخيرة في منصبه هو أمر “خسيس أخلاقيا”، على حد وصفها، مضيفة أن هذا سيعمق “بقعة العار التي تتركها سوريا في إرثه”.
أما ترامب من جانبه، فكل ما قام به هو إعطاء بوتين الضوء الأخضر لممارسة الأعمال الوحشية، كما قالت الصحيفة، وبالرغم من عدم معرفة ما دار في المحادثة بين بوتين وترامب على وجه التحديد، لكن الرئيس الأمريكي الجديد أشار، الجمعة، في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن “سوريا تحارب داعش وعليك التخلص من داعش. وروسيا تدعم سوريا الآن جدا”.
وقالت الصحيفة إن النظام السوري لا يحارب “داعش” في حلب، حيث يقصف ويحاصر المدنيين بمساعدة روسية إيرانية، لافتة أنه برفض السماح بتوصيل المعونات واستهداف المستشفيات، يرتكب النظام السوري جرائم ضد الإنسانية.
ختامًا نقلت الصحيفة عن يان إيجلاند، رئيس البعثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في سوريا قوله: “لا أعتقد أن هناك من يريد موت ربع مليون شخص جوعا شرق حلب”، قبل أن تعلق ساخرة: “بالفعل هناك من يريد ذلك: نظام الأسد وبوتين، بينما لا يبدو أوباما راغبا في منع حدوث ذلك، أما ترامب فغير مبال”، على حد قولها.
سارة حسين
نقلا عن موقع العين الاخباري