أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن المجتمع الدولي فشل فشلاً ذريعاً في سوريا، منذ بداية الأزمة حتى تحولت الأوضاع إلى ما هي عليه من نزف ونزاع معقد، معتبراً ما ستشهده سوريا يتجه إلى كارثة سياسية وإنسانية غير مسبوقة.
وقال في تغريدات على «تويتر»: «على الرغم من السقوط الوشيك لحلب، وعدم وجود أي دلائل تشير إلى النصر أو السلام في سوريا، فإن العنف وسقوط الضحايا متواصل حتى الآن، ويتصدر المشهد في سوريا. وأضاف: «السيطرة على حلب لن تعني الانتصار في الحرب، وسيتواصل الهدم وسيستمر سقوط المدنيين،
(كارثة سياسية وإنسانية غير مسبوقة) ستحل هناك بلا شك.
وتابع قرقاش: «لقد فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في الأزمة السورية، منذ العصيان المدني في بداية الأزمة، حتى تحولت الأوضاع إلى ما عليه الآن، من عنف ونزاع معقد».
فيما صبغ الدم بلونه القاني شوارع حلب الشرقية جراء المعارك الشرسة بين قوات النظام المدعومة ب66 ميليشيا، حسب باحث بريطاني، والغارات الروسية، وسط اتهامات لقوات النظام باستخدام غاز «الكلور» ضد أهداف مدنية، أمس، وهيمن على اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي انعقد في باريس الشعور بالعجز، حيث طالبوا بوضع حد للحرب الهمجية وإغاثة المدنيين، في حين طالبت قطر بإيجاد حل سياسي، بديلاً عن العسكري وإنقاذ حلب، بينما رفضت فرنسا المساندات الدولية التي تنقذ النظام، في وقت اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ممارسات النظام في المدينة جرائم حرب، ودعا روسيا إلى إظهار النوايا الحسنة، في وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على النظام. وصرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بأن العالم يشهد المراحل الأخيرة لمعركة حلب، ويجب أن تكون الأولوية لإجلاء المدنيين. وبدأ «الجيش السوري الحر» في دخول مدينة الباب (شمال) بإسناد من الطيران التركي، بالتزامن مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية بدء المرحلة الثانية لطرد تنظيم «داعش» من الرقة السورية، بينما أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، عزمه إرسال 200 جندي أمريكي إضافي لقتال «الدواعش» في المدينة. وعزز النظام السوري قواته في مدينة تدمر الأثرية بعد هجوم كبير شنه التنظيم المتطرف على المدينة، حيث تمكنت عناصره من دخولها والسيطرة على أجزاء منها، في حين سقطت مقاتلة سورية فوق مدينة حمص نتيجة خلل فني، حسب مصادر من النظام.
ودعا اجتماع باريس بمشاركة دولة الإمارات، إلى وضع حد لمعاناة المدنيين والمطالبة بالتوصل إلى حل سياسي، وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر وألمانيا ب«وضع حد للحرب الهمجية» و«مواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين»، معتبرين أن المفاوضات تشكل «الطريق الوحيد للسلام في سوريا». واتهم وزير الخارجية الأمريكي كيري النظام السوري بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» في حلب، وحض موسكو ودمشق على إنهاء المأساة، مذكراً بأن خبراء روسيين وأمريكيين يلتقون في جنيف في محاولة للتوافق على خطة تكفل «إنقاذ حلب».
ميدانياً، نفى ناشطون، معلومات تداولتها وسائل إعلام روسية وأخرى سورية حكومية بشأن إقدام 1200 من المقاتلين على إلقاء السلاح في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، ونزوح حوالي 20 ألفاً، في حين استهدفت غارات جوية جديدة الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة، في وقت قال سكان ونشطاء في المناطق المتبقية تحت سيطرة المسلحين، إن هناك اشتباهاً في هجوم بغاز «الكلور» وقع ليلاً في المنطقة، بينما فر ثلاثة آلاف مدني من الأحياء الشرقية من المدينة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال الجيش التركي إن طائراته الحربية دمرت 39 هدفاً للتنظيم، وقتل أربعة عناصر من التنظيم المتطرف، بينما أعلن التحالف الدولي أنه دمر 168 من الشاحنات المحملة بالنفط والتابعة للتنظيم في سوريا. وسيطر «داعش» على أكبر حقل نفطي في حمص وسط سوريا، بعد معارك مع قوات النظام.
وأعلنت قوات «سورية الديمقراطية»، بدء «المرحلة الثانية» من حملة «غضب الفرات» لاستعادة مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم «داعش» الأبرز في سوريا، فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة سترسل مئتي جندي إضافي إلى سوريا «من أجل ضمان نجاح عزل الرقة». وأعلن الجيش العراقي أنه سيطر على عدد من الأحياء في مدينة الموصل في العراق>
«الخليج»، وكالات