مع انهيار آخر دفاعات «داعش» في مدينة سرت، معقل التنظيم الرئيسي بليبيا، بدأت عدة مجموعات تستعد للاستيلاء على السلطة في البلاد، التي تعاني منذ اﻹطاحة بالعقيد معمر القذافي، صيف 2011، وأوضحت مصادر مطلعة، أنه من بين هؤلاء، أنصار عودة الجماهيرية اللبيبة، الذين كان يشكلون نظام معمر القذافي، حيث يبدو أنهم عازمون على العودة إلى واجهة المسرح السياسي.
وقبل يومين، أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا»، انطلاق العمل الشعبي المنظم في الداخل والخارج للجبهة، تحت إطار وطني نضالي جامع لفعاليات الشعب الليبي، لتحرير الوطن من سيطرة التنظيمات الإرهابية، المتسترة بالدين، والمرتهنة بالعمالة للأجنبي، كذلك من عبث المليشيات الإجرامية، والعمل على بناء دولة وطنية ذات سيادة.
ويقود الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، سيف الإسلام القذافي
وقال بيان الجبهة، إنّ الإعلان عن هذا العمل، دعوة للمحافظة على استقلال وأمن وهيبة ليبيا، عبر مؤسّسات شرعيّة، كدولة يرتبط مواطنوها برابطة المواطنة، وتحترم الاختلاف والتنوع، وتحافظ على الحقوق والواجبات، دولة القضاء وسيادة القانون، وللشعب الليبي وحده الحق في اختيار نظامه السياسي بكل حرية، وأكّدت أنّها مدركة بحجم المؤامرة والمخاطر، التي أصابت ليبيا، وأوصلت مؤسّساتها للانهيار، ما أدّى إلى سيطرة الإرهاب على مفاصل الدولة، وانتشاره في كل ربوعها.
المقرّب من الغرب
بيّنت تسريبات «ويكيليكس»، أن سيف الإسلام، يعد أحد المفضلين في العالم الغربي، بحسب ما جاء في تقرير بريطاني، كشف عنه مؤخرا في الرسائل اﻹلكترونية المسربة لوزيرة الخارجية اﻷمريكية هيلاري كلينتون، وأوضحت الرسائل أن سيف الإسلام أجرى محادثات مع الحكومة البريطانية، وقت الثورة، للحصول على دعمها في التوصُّل لاتفاق وقف إطلاق النار، مع ثوار المجلس الوطني الانتقالي، والسماح بتقاسم السلطة، على أن يكون سيف الإسلام رئيس الدولة، ويشكِّل أعضاء المجلس الوطني الانتقالي، والسماح للقذافي بالخروج من ليبيا إلى منفى، دون رفع قضايا ضده، سواء في ليبيا أو المحاكم الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنصار القذافي يرون أن سيف الإسلام، الذي تخرج من كلية الاقتصاد بلندن، رجل مثقف، والمرشح الأوفر حظا في هذا الصدد من أشقائه وأخته، وحُكم على سيف الإسلام باﻹعدام، ويعيش تحت الإقامة الجبرية منذ العام 2011 في مدينة الزنتان، إلا أنه يتمتع بحرية كبيرة في التنقل، وتعتبره بعض القبائل «الزعيم الشرعي للبلاد، ورمز للوحدة».
وظهر أنصار القذافي على الساحة لأول مرة العام الماضي، حيث رفعوا الأعلام الخضراء للجماهيرية، خلال مظاهرات في مدن بني الوليد، وسبها، وسرت، وبنغازي، حيث ضمت هذه التجمعات -كل مرة- من بضع عشرات إلى بضع مئات من الأشخاص، وتزامنت مع إعلان اتفاق أولي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحت إشراف الأمم المتحدة.
سيف الإسلام القذافي
(1) مواليد 5 يونيو 1972، ولد في باب العزيزية بطرابلس، حيث تقيم أسرة العقيد معمر القذافي، وهو الابن الثاني للعقيد، من زوجته الثانية صفية فركاش.
(2) أصبح مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية في يونيو 2011، وأعلن المجلس الوطني الانتقالي اعتقاله، خلال معركة طرابلس في أغسطس 2011.
(3) واعتقل مع مرافقيه في منطقة صحراوية، قرب مدينة أوباري (200 كم غربي سبها) يوم 19-11-2011.
(4) درس سيف الإسلام المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس الحي الشعبي، القريب من مقر إقامته بحي أبي سليم، في مدارس طرابلس الحكومية.
(5) وتخصص في الهندسة المعمارية، حيث تخرج سنة 1994 من كلية الهندسة -جامعة الفاتح بطرابلس.
(6) والتحق بكلية الاقتصاد بجامعة «إمادك» بالنمسا سنة 1998، حيث تحصّل على درجة الماجستير منها سنة 2000.
(7) كشفت أدلة جديدة أن سيف الإسلام سرق أطروحته، التي نال بها شهادة الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد، وتبين من خلال تلك الأدلة، التي أوردتها صحيفة بريطانية، أن أكاديميًا ليبيًا ساعد سيف الإسلام في صياغة رسالته، تمت مكافأته لاحقا بأن عين سفيرا بإحدى الدول الأوروبية.
(8) وتقول «ذي إندبندنت» أون صنداي، إن هذه التفاصيل الجديدة، تأتي في الوقت الذي دعا فيه أحد النواب عن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، كامل أعضاء مجلس إدارة هذه الكلية إلى الاستقالة.
(9) اعتبر سيف الإسلام، ثاني شخصية تدافع عن النظام في أيام ثورة 17 فبراير، وظهر على شاشات التلفزيون الليبي أكثر من مرة، حيث دافع عن والده وانتقد الثوار، الذين وصفهم بـ«العملاء» و«الخونة».
(10) في أواسط مايو 2011، تقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، بطلب إلى المحكمة الدولية، لإصدار مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي، وصدرت المذكرة بالفعل في 27 يونيو 2011، ليصبح سيف الإسلام مطلوبا للعدالة الدولية.
(12) قضت محكمة استئناف العاصمة الليبية طرابلس في 28 يوليو 2015، بإعدام رئيس مُخابرات نظام القذافي عبد الله السنوسي، ورئيس وزرائه البغدادي المحمودي، ونجله سيف الإسلام القذافي، رميًا بالرصاص.
(13) وكانت هيئة المحكمة أصدرت حكمًا غيابيًّا على سيف الإسلام وأربعة متهمين آخرين، لم يلتزموا بحضور جلسات المرافعات السابقة.
(14) وكانت التُهم، التي وُجهت إليهم، تتضمَّن التحريض على إثارة الحرب الأهلية، والإبادة الجماعية، وإساءة استخدام السلطة، وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين، والإضرار بالمال العام، وجلب مرتزقة لقمع ثورة السابع عشر من فبراير.
صحيفة التقرير