بدأت ملامح الخطة العسكرية التي وضعتها قيادة التحالف الدولي وأشرفت على تنفيذها مع القوات العسكرية والأمنية العراقية تتوضح في طبيعة الاحداث والإجراءات الجارية على المحاور الرئيسية لقيادة عمليات نينوى وبعد أن شرعت هذه التشكيلات بالإعلان عن بدأ المرحلة الثانية في 29 كانون الأول 2016 واتخاذ الإجراءات الكفيلة والميدانية التي تسرع من عملية التطهير والسيطرة على جميع الاحياء السكنية في منطقة الساحل الايسر لمدينة الموصل بعد أن تعثرت لأسباب عديدة تمثلت في حجم التضحيات التي قدمتها القوات المهاجمة عبر المحور الشرقي وطبيعة الدفاعات والواجهات التي اعتمدها عناصر داعش في التصدي للقوة المهاجمة عبر العديد من الصور التي تمثلت في الخطوط النارية الأولى ثم السيارات والدراجات النارية المفخخة وبعدها المواجهة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ثم الكثافة السكانية للمدنيين وطبيعة البناء المتلاصق للبيوت والفروع والشوارع الرئيسية التي تعيق تقدم القطعات العسكرية والكمائن والحزم النارية والانفاق التي أعدها مقاتلي داعش والقناصين المتمركزين على أسطح البنايات العالية وبعض الدور السكنية المطلة على الشوارع العامة والرئيسية للمدينة .
ومن هنا يمكن لنا أن نقرأ الملامح الجديدة للمرحلة الثانية والتي تمثلت بالآتي :
1.تدعيم فعالية ونشاط المحور الشمالي والذي تمركز طيلة الشهرين الماضين في منطقة الشلالات وتحديدا بالقرب من تل العباسية وتمكن من السيطرة على محور سادة وبعويزة الذي يعتبر الواجهة الامامية للدخول الى الاحياء السكنية الواقعة والممتدة ضمن المحور الشمالي ، ولهذا شاهدنا أن مقاتلي الفرقة16 وحرس نينوى تمكنوا من التقدم بفعالية واسناد من قبل المدفعية الامريكية والفرنسية التي يصل مداها الى 45 كم باتجاه السيطرة على أول الاحياء وهو حي الحدباء حيث تمكنت التشكيلات الأمنية التابعة لهذه القوة من احكام سيطرتها على الحافة الشمالية لحي الحدباء المتمثلة بالشقق السكنية فيها مع بسط نفوذها في حي القاهرة وهي تسعى لتمشيط وتطهير هذه الاحياء لإكمال واجباتها بالانتهاء من حي الحدباء والتقدم نحو حي العربي .
2.أكتملت الصورة الميدانية الواضحة لفعاليات الفرقة التاسعة المدرعة وبمشاركة مقاتلي الشرطة الاتحادية في القاطع الجنوبي الشرقي وتمكنوا وبإسناد جوي مستمر من قيادة التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية وبمشاركة القاصفة (بي 52) وطائرات اف 16 في تعزيز واسناد التقدم الذي قامت به تشكيلات الشرطة الاتحادية وسيطرتها التامة على أحياء (الانتصار-جديدة المفتي –السبعاوي) واحكام نفوذها في أحياء (الميثاق-الوحدة-الأطباء-البعث) مع استمرار المعارك والمواجهات لإعادة السيطرة على مستشفى السلام ولكي تستمر القوات من مواصلة مسيرتها باتجاه ضفة نهر دجلة .
3.ساندت المحور الشرقي الذي يعتبر من المحاور الرئيسية التي كان لها الدور الرئيسي في تحقيق عملية التقدم باتجاه العديد من الاحياء السكنية لمنطقة الساحل الايسر خاصة بعد سيطرتها ودخولها لمنطقة الكوكجلي .
واتسمت المرحلة الثانية في هذا المحور في إعادة ترتيب وهيكلية قوات مكافحة الإرهاب وتمكنها من السيطرة على أحياء (القدس-الكرامة-صناعة الكرامة-المثنى-الرفاق ) وهذه الإنجازات وضعت هذه القوات في مواجهات كبيرة وشديدة اتسمت بها مراحل الدخول لهذه الاحياء بسبب كثافة الدفاعات والمساندات الميدانية لمقاتلي داعش الذين انسحبوا من الاحياء المذكورة بفعل نيران القصف الجوي والمدفعي لطائرات التحالف والمدفعية الامريكية .
وتسعى القيادات الميدانية لهذا المحور من تكثيف فعالياتها لتكون متوازية مع ما بدأ به المحور الجنوبي الشرقي في الوصول الى ضفة نهر دجلة والتقاء المحورين عند تقاطع الجسر الرابع والثالث .
4.كانت السمة الأساسية الواضحة هي الانتشار الميداني للمستشارين الامريكان وزيادة فعاليتهم في تمكين القوات الأمنية والعسكرية من تنفيذ مراحل الخطة التي وضعت بإحكام وهي المرحلة الثانية من الهجوم ضمن المحاور الرئيسية الأربعة المحيطة بمدينة الموصل حيث تمثل في اسناد هذه القوات بتشكيلات من قوات أمريكية ذات خبرات هندسية واستخبارية ومضاف اليها مقاتلين من وحدات القوات الخاصة الامريكية والتي شكلت عمقا استراتيجيا وميدانيا تمكنت من خلالها من تعزيز التقدم والاسناد وفي تطهير العديد من الاحياء السكنية في منطقة الساحل الايسر وأصبحت هذه التشكيلات الامريكية هي الداعمة والمساندة والموجهة لتقدم القطعات العراقية .
- بسبب تصاعد العمليات العسكرية وزيادة فعالية القصف الجوي والمدفعي فقد ارتفعت نسبة الضحايا والشهداء في صفوف السكان المحليين لمدينة الموصل نتيجة سقوط قذائف الهاون من قبل القوات المهاجمة والمدافعة إضافة للقصف الجوي والمدفعي لطائرات التحالف الدولي الامر الذي أدى الى ارتفاع عدد النازحين الة 155 ألف نازح وهؤلاء يفتقدون لابسط مستلزمات العيش الكريم بسبب اخفاق وزارات التجارة والصحة والهجرة والمهجرين لتوفير ما تحتاجه العوائل النازحة من مؤن غذائية ووقود وبطانيات ومستلزمات طبية تعينهم على ما هم فيه
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية