إدارة ترامب تستعد لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية

إدارة ترامب تستعد لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية


واشنطن – فاجأ المرشح لمنصب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عندما أعلن أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تساوي بين تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيمي داعش والقاعدة ولا تستثني إيران، وإنها عاقدة النية على محاربتهم.

وتعكس نظرة إدارة ترامب إلى الإخوان المسلمين توجها يعكس المخاوف الغربية من تأثير الإسلام السياسي على المجتمعات المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة، ووصولها إلى ذروتها.

وتحاول إدارة ترامب تبني استراتيجية تعتمد في محاربة الإرهاب على الوصول إلى منبع الأفكار والحركات الراديكالية والقضاء عليه، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، لكن التواجد في الغرب لتلك الحركات سيكون في مقدمة اهتماماتها أيضا.

ويقول سعود الشرفات، مدير مركز الشرفات لدراسات وبحوث الإرهاب، لـ”العرب” إن ما تقوم به إدارة ترامب هو “محاولة لتصحيح خطأ الإدارة السابقة التي كانت لها آثار مخربة على المنطقة، وذلك عندما طرحت حركة الإخوان نفسها كجزء من المشروع الأميركي السابق.”

لكنّ مراقبين يقولون إن سياسة الإدارة الجديدة في مواجهة الإخوان المسلمين لا تنبع من تناقضات مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، لكنها نتاج ردة الفعل على سلسلة من هجمات متتابعة في الغرب، من فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وصولا إلى الولايات المتحدة.

وقال تيلرسون إن “الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون صادقة حيال الإسلام الراديكالي، مواطنونا لديهم قلق متزايد بشأنه، وأعمال القتل التي ارتكبت باسمه ضد الأميركيين، وأصدقائنا.”وأكد، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، على ضرورة القضاء على داعش، واصفا ذلك بأنه “الخطوة الأهم في سبيل تعطيل الجماعات المتطرفة.”

وتابع تيلرسون “زوال تنظيم داعش من شأنه أيضا أن يتيح لنا زيادة الاهتمام بالتعامل مع الجهات الأخرى الفاعلة، المحسوبة على الإسلام الراديكالي، مثل القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين وعناصر معينة داخل إيران”، في إشارة واضحة إلى الحرس الثوري الإيراني.

ويتهم يساريون في الحزب الديمقراطي إدارة ترامب بتبني لهجة متطرفة تجاه المسلمين، قد تكون الدافع وراء سياسته المعلنة لتقويض حركات الإسلام السياسي في أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط.

لكنّ خبراء قالوا إن فلسفة ترامب تقوم على إلغاء المسافات بين “الإسلام المعتدل”، الذي تدعي جماعة الإخوان المسلمين انتهاجه، والإسلام الراديكالي.

سعود الشرفات: نهاية أمل الإخوان بالتمكين السياسي في دول المنطقة
ويقول ناجح إبراهيم الخبير في شؤون الحركات الإسلامية لـ”العرب” إن “الإدارة الأميركية الجديدة تقف ضد الإسلام السياسي برمته ولا تفرق بين ‘الإسلام المعتدل’ وداعش والقاعدة كما كانت تفعل إدارة أوباما”، مشيرًا إلى أن “خيارات الإخوان في التعامل مع هذا المتغير الجديد محدودة جدا.”

وعاد الزخم المعادي للإخوان المسلمين إلى الكونغرس مرة أخرى. وقاد السيناتور الجمهوري تيد كروز تحركا آخر في سعيه لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية.

وقدّم كروز مشروعيْ قرار يطالب أحدهما بإدراج جماعة الإخوان المسلمين والآخر الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ونصّ مشروع القرار على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأميركية الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، مطالبًا بالإفصاح للرأي العام عن الأسباب في حال لم يتحقق الأمر.

وكانت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي وافقت على مشروع قرار تقدّم به كروز نهاية العام 2015 لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي، في أعقاب تحقيق بريطاني موسع أجراه السير جون جينكينز السفير السابق في السعودية، عرض فيه النشاطات التي تمارسها التنظيمات الإسلامية المحسوبة على الإخوان في بريطانيا، واتهم الإخوان بتوفير البيئة النفسية والدعوية للتشدد والعنف.

وتقول السيناتور الأميركية السابقة ميشيل باخمان “قبل كل شيء يجب علينا أن نعرف العدو بشكل واضح”. وأضافت “الهدف الأساسي للإخوان المسلمين هو تفكيك النسيج الاجتماعي القائم كي تحل أذرعها محله، حتى داخل المجتمعات غير الإسلامية.”

وخطوة كروز هي تمهيد للأرض أمام إدارة ترامب التي تحاول الاعتماد على أفكار ليبرالية تطرحها أنظمة تواجه جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط.

وتنظيم الإخوان المسلمين مصنف كـ”جماعة إرهابية” في كل من مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وتجمع ترامب علاقات متطورة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي أطاح عندما كان قائدا للجيش عام 2013 بالرئيس المنتمي للإخوان محمد مرسي، إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وتتوافق رؤى ترامب إلى حد كبير مع المقاربة المصرية- الخليجية لتجديد الخطاب الديني، وهي استراتيجية تهدف إلى قطع الطريق أمام تدخل الحركات الإسلامية في السياسة، وتثبيت فكرة الدولة المدنية في المنطقة، سواء أكانت ممثلة في نظام ديمقراطي أم أوتوقراطي.

وقال سعود الشرفات “اليوم نعيش نهاية أمل الإخوان في التمكين السياسي كون الضغط عليهم سيتزايد دوليا وإقليميا ومحليا”. وأضاف “المستفيد الجديد من هذا الطرح هو مصر والإمارات والأردن وكل الدول التي تتبنى طرحا وطنيا خالصا.”

العرب اللندنية