اليوم وقبل اليوم، وغدا وبعد غد، الغرب لا يريدون الإسلام، مهما كان، لا الإسلام السياسي كما يسمى، ولا السلفيين، ولا السعوديين،ولا الإيرانيين، أي إسلام عندهم، يعتبر ضد مصلحتهم ولا يمكن مصالحته، وإن رأينا في الظاهر، أنهم يودون لنا بشكل نسبي، فهذا يعد دعاية من دعاياتهم، فهم يؤمنون بالدعاية والتسويق والإعلان حتى في المبادئ، على الأقل كما إعلان حقوق الإنسان في 1948م الذي يعتبر ضمنا إعلانا حقوقيا، لمصلحة الإنسان الغربي الإنسان غير المسلم فقط.
كل مسلم على البسيطة يعد عدوا للغرب، من وجهة تفكير ساستهم ونخبهم، ولابد من مقارعته بشتى الوسائل، الشيعة، والسنة. الصوفيين، الإخوان المسلمين , الأشاعرة، والماتردية،حزب التحرير، جماعة التبليغ، الليبراليين، اليساريين العلمانيين، أيا كان، ينظر إليه الغرب بما أنه مسلم يعد عدوا ولا بد من محاربته، علنا أو سرا ، مهما أبدوه لنا من جميل، فهم عكس ذلك تماما.
لكن المسلمين لا يعون ! يحاربون بعضهم يقتتلون يدفنون أحياء، ينعتون بعضهم بالخونة، والكفار، ولا يدركون أنهم في مصلحة الغرب يعملون، بكل حرف ينطقونه، على الأقل، يعلن المسلمون الحرب على بعضهم تارة علانية وتارة خفية،وهم على هذا النمط،يمشون للأسف.
وفي السياق ذاته، تابعنا تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران،في اتفاق سوزان الذي كان بين الدول الغربية وإيران،الذي سمي باتفاق إيران ومجموعة (5+1)كما تابع الجميع، في 14 تموز/يوليو من العام 2015م، ومن ذلك ذهبت الخزانة الأمريكية بفك التحفظ على الأرصدة الإيرانية، وبعد هذا الاتفاق باتت إيران تصدر النفط بالدولار، بدلا عن الروبية الهندية.
وحصل كساد في السوق العالمية للنفط نتاجا لذلك وبات سعر البرميل الخام من النفط، دون الخمسين دولارا بعد أن كان قد وصل سعره قبل ذلك من ثمانين إلى مائة وعشرين دولارا، وكل ذلك لأجل أن تركن إيران إلى الولايات المتحدة،وتطمئن إليها باعتبارها الحليف الظل، الذي بالإمكان تهديده وتهديد حلفائه علنا دون محاسبة لإيران.
إيران ما لم تدركه أن دورها سيأتي، ما دامت مسلمة ولو أصبحت إلى درجة كبيرة،تدين بالولاء للولايات المتحدة الأمريكية، التي ستضع إيران الهدف قبل الأخير من الاستهداف المباشر وغير المباشر للمسلمين.
تترك لها المجال في خوض الحروب في معظم البلدان العربية والإسلامية وتغض الطرف، عن التمدد الإيراني « الشيعي « في البلدان العربية والإسلامية ككل وتشجع ذلك، فيما جعلت الولايات المتحدة الأمريكية إيران ومن هم على الموال الشيعي، بأنهم المدافعون عن السامية، والشيعة هم من يحاربون الإرهاب، ومن يحاربون تنظيم الدولة، وهم الحشد الشعبي تارة و هم علماء «قم» الذين يحملون القيم والمثل تارة وهم يحاربون في سوريا،وبالرغم من ذلك يغض الطرف عنهم.
وما يحصل من جرائم في العراق في « الموصل « وغيرها باسم الحشد الشعبي ويتم غض الطرف عنها، لأن الترخيص يعم المنظمات الحقوقية الدولية برسالة من البيت الأبيض، لا يهم ما هو حاصل المهم أن إيران، تبتلع الطعم، وتكون في قفص الاتهام يوما ما، ولكن اتهاما يؤدي إلى غزو كما تم غزو العراق سابقا.
التمدد الحركي الإيراني الطائفي الذي نلاحظه أيضا في كل بلد عربي ومسلم، وغير ذلك،دون أن نرى أي تنديد بذلك، بينما إذا حصل شيء من سواها يندد ويدان بأشد العبارات.
إيران ما لم تدركه،أنها ستكون في مستنقع يوما ما، كما أوقعت المسلمين في مستنقعات عدة، فإنها ستقع في مستنقع لا يمكن أن تخرج منه.
لا تعلم إيران أن الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، ما تقدم عليه من تواطؤ حينا وغض طرف حينا آخر ليس لصالح إيران بل إنه للإيقاع بها.
إن الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب جميعهم،يعملون بأن تكون إيران دولة عظمى أكثر مما هي عليه لكن للإطاحة بها.
إذا ما وصلت إيران بتعاون الغرب، حلفائها الضمنيين، إلى رأس منحنى الرسم البياني،فإن دالة الرسم البياني ستنحدر مهرولة للأسفل،كالمعتاد،في سقوط للدالة التي وصلت إلى نهايتها القصوى.
لم تدرك إيران أنها تستخدم كأداة لمقارعة المسلمين وبالذات جماعة الإخوان المسلمين ومقارعة أهل السنة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الغرب، لا يستطيعون محاربة الإخوان والسلفيين والمسلمين عامة بشكل علنـي وصريـح.
ولهذا تستخدم أدواتها ولا تبين ذلك لها ولكن بطرق ملتوية،توقعها في حرب دول أخرى مسلمة، على أن تكون الولايات المتحدة في منأى عن الحرب، التي كان ينبغي لها أن تعلن وتعنون .
لو نأتي ونقرأ عن قرب تنظيم الدولة، صنيعة إيران والغرب مجتمعين، للتخلص من السنة، وإيران تعتبر نفسها أنها التي ستسود، لا الدور آت!.
كما شجعت الولايات المتحدة طالبان و صدام حسين ولو بشكل نسبي وشجعت ودعمت عدة دول، ومن ثم غزتهم سيكون الدور كذلك على إيران، لا محالة، ولكن في الوقت المناسب في حين اقتناص الفرصة كما تراها القوى الغربية.
وبالتالي كما اكتست إيران ثوب الإمبراطورية وثوب دولة إقليمية عظمى، بإيعاز من الدول الغربية، وإيران في الوقت نفسه يخيل لها نفسها وترى نفسها، أنها مؤهلة للقضاء على جيرانها فإنها بذلك تنطلق في مضمار السباق نحو الهيمنة على الجيران والإخوة، مع تواطؤ أممي ودولي وأمريكي في المقام الأول.
سنرى إيران تغزو دولا عربية، دون مبالاة، إنه الكبر هنا يخيم لكي يطغى على التصرف، ومن ثم تتحمل النتيجة، وهنا يأتي الهدف من مراعاة الغرب لإيران لمدة من الزمن ليست بالهينة، لكي تنتهز الفرصة، بأن المسلمين جميعهم في الكماشة، إيران أصبحت في وسط الدول الخليجية غازية لها، والولايات المتحدة في مجلس الأمن في اجتماع طارئ تدرس التدخل الإيراني في الخليج،وتدرس الغزو الإيراني لدول الخليج وتناقش إمكانية غزو وضرب إيران، ونرى على شاشات التلفزيون قرار غزو وضرب إيران مطروحا، لتصوت جميع الدول بما فيها، روسيا وفنزويلا والصين، وإن لم يصوتوا سيكتفون بالصمت وعدم الاعتراض، وكما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، جميعهم يرفعون أيديهم بالضوء الأخضر لضرب إيران، وغزوها وإيقافها عند حدها، كونها ضد حقوق الإنسان، ونرى صدور القرار الدولي بخصوص ضرب إيران الذي يحمل مجازا الرقم «3900» من قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ومن ثم يتحقق هدف الغرب وغيرهم بأن المسلمين جميعهم تحت السيطرة العسكرية.
هلال جزيلان
صحيفة القدس العربي