الموصل (العراق) – واصلت القوات العراقية المشتركة، الأحد، التقدم على حساب تنظيم داعش بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال البلاد، مقتربة من استكمال حسم معركة القسم الأيسر من المدينة الواقع شرق نهر دجلة، فيما تظل حماية المدنيين أكبر نقاط ضعف المعركة.
وأعلن الجيش العراقي استعادته حي الكفاءات الثانية والتحامه مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي بدأت بشن هجوم على منطقة القصور الرئاسية الملاصقة لجامعة الموصل التي كانت قد استعادتها السبت بشكل كامل.
ومع اقتراب طرد داعش من الضفة الشرقية لنهر دجلة شرع التنظيم في نقل معدات التفخيخ وتصنيع أسلحته إلى غربي دجلة حيث ستدور المعركة الحاسمة، التي يُخشى أن تبلغ درجة غير مسبوقة من الدموية في ظل انعدام الخيارات أمام مقاتلي التنظيم، سوى القتال بشكل انتحاري.
وتتركز المخاوف بشكل خاص على مصير المدنيين. وقال مسؤول إغاثي عراقي، إن نحو 4 آلاف مدني نزحوا خلال الـ24 ساعة الماضية من الموصل فرارا من المعارك العنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش.وقال إياد رافد عضو جمعية الهلال الأحمر العراقية لوكالة الأناضول، إن “المدنيين نزحوا من مناطق القتال شرقي وجنوبي وشمالي الموصل من جهة الضفة الشرقية”.
وأضاف أنهم فرّوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الأمنية وجرى نقلهم إلى مخيمات الخازر شرقا والمدرج جنوبا.
وأشار رافد إلى أن “الوضع الإنساني في المخيمات يزداد صعوبة، خصوصا مع تزايد مستمرّ لأعداد النازحين من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية في الجانب الشرقي من الموصل”. وقتل العشرات من المدنيين خلال الأيام الماضية، بعد تعرض المناطق المستعادة من قبل القوات الحكومية إلى قصف بقذائف الهاون من قبل تنظيم داعش.
والجمعة الماضية أعلنت وزارة الهجرة العراقية عن ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 178 ألفا منذ انطلاق الحملة الهادفة إلى استعادة المدينة في 17 أكتوبر الماضي.
وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح نحو مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في المخيمات نظرا إلى عدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس. ولا تزال أعداد كبيرة من المدنيين تحت الحصار في الشق الغربي من المدينة، ويبدو أن تنظيم داعش قد أدخلهم ضمن حسابات المعركة ويخطّط للاحتماء بهم كدروع بشرية.
وكشف مصدر عسكري عراقي، الأحد، أن التنظيم نقل معدات التفخيخ وتصنيع الأسلحة من الجانب الشرقي للمدينة إلى شقها الغربي.
العرب اللندنية