واشنطن – أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا الجمعة مراسم يوم تنصيبه عبر توجهه إلى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الأبيض في واشنطن قبل أن يتناولا الشاي مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وزوجته.
ويستعد دونالد ترامب لتوقيع إجراءات تنفيذية في أول أيامه بالبيت الأبيض الجمعة ليتخذ خطواته الأولى الرامية إلى تضييق الخناق على الهجرة والتي تتضمن بناء جدار على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك وتراجعا عن سياسات الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
وقال مساعدون لترامب إنه لن ينتظر لاستخدام إحدى أقوى أدوات منصبه وهي القلم الرئاسي لتوقيع عدد من الإجراءات التنفيذية التي يمكن تطبيقها دون تدخل من الكونغرس.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب للصحافيين الخميس “إنه ملتزم ليس فقط في اليوم الأول وإنما أيضا في اليومين الثاني والثالث بوضع أجندة تغيير حقيقي وأعتقد أنكم سترون ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة”. وأبلغهم بتوقع انخراطه في عدد من الأنشطة الجمعة وخلال عطلة نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع المقبل.
انتشر عشرات الآلاف من أفراد الوكالات الأمنية ونصبت حواجز لعدة كيلومترات في العاصمة الأميركية واشنطن الجمعة فيما استعد مسؤولون لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يخططون للاحتفال أو الاحتجاج على تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يتدفق نحو 900 ألف شخص على وسط العاصمة بما في ذلك على متنزه ناشونال مول المقابل للكونغرس الأميركي حيث سيتم تنصيب رجل الأعمال الثري والنجم السابق لبرامج تلفزيون الواقع.
وخططت مجموعة متباينة من النشطاء الليبراليين الذين ثار استياؤهم من تصريحات ترامب بشأن النساء والمهاجرين بشكل غير مشروع والمسلمين لاحتجاجات في وسط واشنطن. ومن المتوقع أن يتدفق أنصار ترامب الذي لم يتول منصبا بالانتخاب من قبل على الشوارع للترحيب بالرجل الذين يرون أنه سيتبنى نهجا جديدا في السياسة وسيحقق النمو الاقتصادي.
عشرات الآلاف من أفراد الوكالات الأمنية ينتشرون في واشنطن لتأمين مظاهرات التأييد والاحتجاج تزامنا مع حفل التنصيب
وقال بن بيكر -وهو أحد منظمي ائتلاف “أنسر” المعارض لترامب- “نقول إنه اليوم الأول من حقبة أوسع من المقاومة ونعتقد أننا سنبعث برسالة قوية لترامب والحكومة.. جدول الأعمال المتعلق بترامب شامل جدا فهو يتضمن الهجوم على حقوق المسلمين والمهاجرين والنساء والعمال. ومن ثم فبغض النظر عن الفئة التي تنتمي إليها فإن لك مصلحة في هذه المعركة”.
وشاركت مجموعة من المشاهير، على رأسهم روبرت دي نيرو وشير ومايكل مور واليك بالدوين، في تظاهرة مساء الخميس في نيويورك ضد دونالد ترامب عشية تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وتدفق أنصار ترامب على العاصمة أيضا ووضع الكثير منهم قبعات بيسبول كتب عليها “اجعلوا أميركا عظيمة مجددا” وهو شعار حملة ترامب.
وعبر جاكسون راوس -وهو طالب يبلغ من العمر 18 عاما من شمال شرق أركنسو والذي تغيب عن المدرسة لحضور التنصيب مع والده- عن قلقه من مقاطعة العشرات من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين لمراسم التنصيب احتجاجا.
وتزامنا مع بدء مراسم التنصيب، شهدت عدة دول في مختلف مناطق العالم احتجاجات ضد الرئيس الأميركي الجديد. فقد احتشد محتجون عند النصب التذكاري لجدار برلين الجمعة (20 يناير) في إطار سلسلة من الأحداث التي تُقام في أنحاء ألمانيا بهدف التعبير عن الاستياء إزاء دونالد ترامب.
وقبل ساعات من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة رفع المتظاهرون لافتات تحمل كل لافتة منها حرفا، مكونة عبارة “السيد الرئيس.. الجدران تفرق. ابن الجسور”.
كما خرج نحو مئتي متظاهر إلى شوارع العاصمة البريطانية لندن الجمعة لإبداء معارضتهم للرئيس الأميركي دونالد ترامب في يوم تنصيبه. وتجمعت جماعات النشطاء عند تسعة جسور مختلفة على طول نهر التايمز صباحا لعرض لافتات تحمل رسائل مثل “ابن جسورا لا جدرانا” و”متحدون ضد الرهاب من الإسلام” في إشارة إلى اثنتين من أكثر السياسات المثيرة للجدل لترامب وهما بناء جدار على الحدود المكسيكية وتقييد دخول المسلمين للولايات المتحدة.
وفي الفلبين نظم المئات من المحتجين الجمعة مسيرات مناهضة للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل تنصيبه، توجهت إلى السفارة الأميركية في العاصمة الفلبينية.
وحث المتظاهرون، بقيادة نشطاء يساريين، الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، على الحذر من ترامب والوفاء بتعهده للإبقاء على سياسة خارجية مستقلة، في ما يتعلق بأميركا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن روسيا تشاطر نهج الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في أولوية مكافحة “داعش”، وتأمل أن تكون ظروف التعاون الجديدة لمحاربة الإرهاب أكثر فعالية.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن روسيا ليست قادرة على حل الكثير من القضايا في العالم لوحدها، وترغب في أن تكون لديها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وقال بيسكوف في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، نشرت مقتطفات منه الجمعة، رداً على سؤال ما إذا كانت روسيا تثق باحتمال حدوث تغيرات جذرية في سياسات واشنطن بعد وصول إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى السلطة: “للأسف لا يمكننا أن نثق. ويمكننا فقط أن نعبر عن أملنا”.
في حين قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الجمعة إنه يرغب في تقوية التحالف الياباني-الأميركي بشكل أكبر.
وكان آبي يتحدث أمام البرلمان قبل ساعات من تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصب الرئاسة.
وأثار ترامب مخاوف في طوكيو وباقي دول منطقة آسيا والمحيط الهادي بتصريحات خلال حملته الانتخابية تضمنت تعهدا بجعل الحلفاء يدفعون أكثر مقابل الأمن الذي توفره القوات الأميركية ومعارضته لاتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأعرب في رسالة تهنئة لترامب عن أنه صار الآن يتطلع إلى تحالف أقوى من أي وقت مضى مع الولايات المتحدة.
العرب اللندنية