أستانة – اعتبر المراقبون لأعمال مفاوضات أستانة أن التوتر الذي ساد اليوم الأول من المحادثات لم يكن مفاجئا في سياق المواجهة الدموية بين النظام والمعارضة.
ونقلت الأنباء أن روسيا وتركيا مارستا ضغوطا كبيرة لإنجاح أعمال اليوم الأول، بما في ذلك ضغوط مارستها موسكو على دمشق، خصوصا في ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية عن مسؤول روسي كبير في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، قلقه من خروقات تحصل من وقت إلى آخر ومصدرها القوات الحكومية السورية.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ”العرب” أن وفد المعارضة السورية تجاوب مع طلب روسي لعقد لقاء مباشر مع وفد النظام، وذلك بعد أن وجهت روسيا انتقادا للجيش السوري متهمة إياه باختراق الهدنة.
وأضاف المصدر “اجتمعت قيادات عسكرية معارضة وضباط النظام على طاولة واحدة وتمت مناقشة آلية وقف إطلاق النار”، واصفا اللقاء بأنه حدث في أجواء هادئة.
وجاء هذا الاجتماع رغم ما بدا على السطح من خلافات عميقة بين الوفدين إلى درجة أن الحضور المشترك اقتصر على جلسة الافتتاح التي تحولت أيضا إلى جلسة مغلقة، وهو أمر ارتآه رعاة المؤتمر لإنقاذه من الفشل.
وفيما كان المراقبون ينتظرون تبدلا في موقف المعارضة بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت بها في حلب، جاءت كلمة محمد علوش، رئيس وفد المعارضة إلى المفاوضات، لتكرر مواقف المعارضة السابقة لجهة السعي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والتشديد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال علوش إن الهدف من المفاوضات يتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية، وتطبيق الإجراءات الإنسانية التي أقرها مجلس الأمن.
واعتبر هذه الخطوات الثلاث “ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسي المنشود في سوريا، بحسب بيان جنيف 2012”.
وشدد علوش على أن “العملية السياسية تبدأ برحيل بشار الأسد والطغمة الحاكمة، وإخراج كل الميليشيات والقوى الأجنبية التابعة لإيران”.
ولاحظ المراقبون توتر رئيس وفد النظام بشار الجعفري الذي هاجم كلمة علوش ووصفه بأنه رئيس وفد “الفصائل الإرهابية”، فيما أن تصريحاته الأحد تحدثت عن وفد “الفصائل المسلحة”.
ورأى هؤلاء المراقبون أن وفد النظام كان ينتظر، على ما يبدو، موقفا متراجعا للمعارضة بعد هزيمة حلب وأنه ربما قد فوجئ بالسقف العالي لكلمة علوش داخل مؤتمر ترعاه روسيا حليفة دمشق.
ووصف الجعفري كلمة علوش بأنها “خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء إلى مستوى الحدث”. واستدل على “عدم حرفية الوفد” بانتقاد علوش للعمليات التي يقودها الجيش السوري في وادي بردى رغم أن “جبهة النصرة ليست طرفا في الاتفاقات التي وقعت عليها المعارضة نفسها”.
ونقل عن مراجع دبلوماسية غربية حضرت أعمال المؤتمر أن عملية أستانة لن تشكل سياقا منفصلا عن المرجعيات الدولية المعمول بها لمعالجة الأزمة السورية لا سيما عملية جنيف.
وأثنت على موقف وفد المعارضة الرافض لخروج أي وثائق لها طابع سياسي وتشديده على أن المفاوضات السياسية تجري في جنيف ووفق المرجعيات والقرارات الأممية.
ولاحظت أوساط دبلوماسية أن مسودة البيان الختامي التي سربت الاثنين خفضت من سقف المفاوضات السياسية وحصرت أمرها في تثبيت وقف إطلاق النار والتأكيد على ثوابت سياسية عامة تحظى بالإجماع.
العرب االلندنية