نيودلهي – قال الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إنّ دولة الإمارات العربية المتّحدة تعطي أولوية كبرى لتدعيم علاقاتها مع جمهورية الهند، واصفا الأخيرة بـ”الجار المهم والدولة الرئيسية والركن الأساسي من أركان الأمن والاستقرار في القارة الآسيوية والشريك الكامل في العمل من أجل الاستقرار والتنمية ومواجهة الإرهاب”.
ووصل الشيخ محمّد بن زايد، الثلاثاء، إلى العاصمة الهندية نيودلهي في مستهل زيارة جاءت تلبية لدعوة تلقاها من القيادة الهندية ليحضر كضيف شرف احتفالات هذا البلد بيوم الجمهورية الثامن والستين.
ودعي خلال السنوات الثلاث الماضية لحضور هذه المناسبة على التوالي كلّ من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي.
وأضاف ولي عهد أبوظبي الذي استقبل لدى حلوله بنيودلهي من قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن ما شهدته العلاقات الإماراتية-الهندية خلال السنوات القليلة الماضية من تطور نوعي كبير يؤكد بجلاء أن ثمة إرادة سياسية مشتركة لقيادتي البلدين تقف بقوة وراء دفع هذه العلاقات إلى الأمام، ورؤى متسقة حول ضرورة تدعيم المصالح المشتركة، مؤكّدا ثقته بأن المرحلة القادمة سوف تشهد نقلات كبرى على طريق تحويل التفاهمات الاستراتيجية إلى برامج عمل تصب في مصلحة الشعبين الصديقين.
ويعكس كلام الشيخ محمّد بن زايد منظور بلاده إلى علاقاتها الدولية، ونسج الشراكات عبر العالم، والذي يستند إلى قراءة استشرافية لتبدّل مراكز القوى الدولية وصعود قوى جديدة على غرار الهند، وأيضا الصين التي كان ولي عهد أبوظبي قد زارها في وقت سابق.
وتعمل الإمارات من خلال شراكتها مع تلك الدول على ضمان موقعها على خارطة القوى الصاعدة بالقارة الآسيوية، مستفيدة من استقرارها وثرائها وتطوّرها السريع في مختلف المجالات.
وتعليقا على زيارة الشيخ محمد بن زايد للهند اعتبر عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي خالد علي بن زايد الفلاسي أن “العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند تكتسب زخما كبيرا يتجدد عبر التواصل الدائم والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، والذي يرتكز على تعزيز المصالح المشتركة بين الدولتين وشعبيهما، وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد لجمهورية الهند للمشاركة في احتفالات يوم الجمهورية أكبر دليل على ذلك الزخم الكبير”.
وتوقّع مراقبون أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي بين الهند والإمارات وفتح آفاق تعاون جديدة من خلال توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي عقد وزير الدولة الهندية للشؤون الخارجية إيم جي أكبر ونظيره الإماراتي أنور قرقاش الجمعة الماضية اجتماعا بشأنها في نيودلهي.
وتناول طرفا الاجتماع عددا من القضايا المشتركة بما فيها تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمارات وتوسيع التعاون الثنائي في مجالات جديدة. وذكرت الخارجية الهندية عقب الاجتماع في بيان أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة تتضمن مجالات أمن الطاقة والطاقة المتجددة والدفاع والأمن والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والفضاء.
ووفقا لتصريحات محللين أمنيين فإن الهند تستعد لتقديم دعمها للإمارات في تطوير نظام دفاعها الجوي إضافة إلى تزويدها بعربات للدورية البحرية.
ومن المنتظر أن يتم تبادل الخطط التفصيلية لتنفيذ برامج استثمارية ضمن صندوق الإمارات والهند للاستثمار في البنية التحتية والذي تم إنشاؤه أثناء زيارة مودي إلى الإمارات قبل نحو عامين.
وتشير تقارير اقتصادية إلى تجاوز إجمالي حجم التجارة بين الإمارات والهند خلال السنوات الماضية ما قيمته 62.4 مليار دولار. كما تعتبر الإمارات عاشر أكبر دولة مستثمرة في الهند، بينما يتطلع البلدان لزيادة حجم التبادل التجاري بنسبة 60 بالمئة ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2020 والوصول إلى أكثر من 950 رحلة طيران أسبوعيا بين البلدين، مع وصول الجالية الهندية العاملة في الإمارات إلى أكثر من 2.5 مليون نسمة وهي من أكبر الجاليات في المجتمع الإماراتي.
وتركز الإمارات في شراكتها مع الهند على الصناعات القائمة على المعرفة باعتبار ما يمتلكه هذا البلد من سجل ثري في قطاع الفضاء والزراعة والصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية الأمر الذي يوفر مجالا واسعا للتعاون في مجال نقل التكنولوجيات وتوطينها ويلبي طموحات الإمارات في التحوّل إلى قطب عالمي للعلوم والتكنولوجيا.
العرب اللندنية