الكويت – اعتبرت مصادر دبلوماسية غربية أن افتتاح مركز إقليمي لحلف الناتو في الكويت يعتبر إشارة غربية مباشرة على ترابط العلاقات الأمنية بين دول الحلف الأطلسي ودول مجلس التعاون الخليجي.
ورأت هذه المصادر أن المنظومة العسكرية الغربية تتفهم الهواجس الأمنية التي تعيشها دول المنطقة، خصوصا بعد اللبس الذي شاب العلاقات الخليجية الأميركية في السنوات الأخيرة لا سيما بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ودول “الخمسة زائد واحد”.
وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، إن أمن دول الخليج مرتبط “مباشرة” بأمن الدول الأعضاء في الحلف.
ودعا ستولتنبرغ إلى تعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج، مفتتحا في هذا البلد أول مركز للحلف في المنطقة.
ورأى مراقبون في الكويت أن افتتاح المركز يعتبر إشارة مباشرة لإيران بأن أمن الخليج هو جزء من أمن العالم الغربي، وأن الضبابية التي حاولت طهران الاستفادة منها في الفترة الماضية سوف تتبدد، خصوصا وأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازمة على تصويب العلاقات الأميركية الخليجية من جهة وإعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع مع إيران.
وجاءت تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي متزامنة مع إعرابه عن ثقته بأن الولايات المتحدة الأميركية ستواصل الوقوف وراء ضماناتها الأمنية تجاه الحلف.
وأكد ستولتنبرغ في لقاء أجراه مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية، أنه تواصل هاتفيا مع ترامب وأن هذا الأخير “قال لي إن الولايات المتحدة ستواصل تحمل المسؤولية تجاه الناتو”.
وقال ستولتنبرغ في حفل الافتتاح في العاصمة الكويتية بحضور رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح إن المركز يهدف إلى “تعزيز الشراكة بين الحلف ومنطقة الخليج العربية بأكملها”.
وأضاف أن المركز “سيعزز التعاون بين الجانبين في العديد من الجوانب من بينها التحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والتعاون العسكري”، مشددا على أنه سيمثل “مركزا حيويا للتعاون بين الحلف وشركائنا في دول الخليج على كافة الأصعدة لا سيما في الحرب ضد الإرهاب”.
وتوقعت أوساط سياسية خليجية أن تظهر العواصم الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، تطورا في علاقاتها السياسية والأمنية مع دول الخليج.
ورأت أن برنامج ترامب في تطوير القدرات العسكرية لبلاده كما في خططه لمكافحة الإرهاب يتطلب تموضعا أكثر وضوحا ودينامية مع المنطقة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.
وجرى إنشاء المركز بناء على مبادرة إسطنبول للتعاون التي أطلقها زعماء دول الحلف الأطلسي (ناتو) في العام 2004 وتهدف إلى تعزيز الروابط الأمنية بين الحلف ودول الشرق الأوسط، وخصوصا دول الخليج.
والكويت وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة أعضاء في هذه المبادرة، بينما تبحث المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الانضمام إليها.
واعتبر وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح أن المنطقة تواجه تحديات تتطلب التعاون مع المنظمات الدولية.
فيما اعتبرت أوساط خليجية أن دول مجلس التعاون تود أن تكون مشاركة بفعالية ضمن الجهود الدولية لمكافحة الأخطار الأمنية التقليدية والمستجدة لا سيما في مسألة مكافحة الإرهاب.
وأكد ستولتنبرغ من جهته وجود تهديدات أمنية مشتركة “تواجهنا جميعا بينها الإرهاب وانتشار الأسلحة والهجمات الإلكترونية كما نتشارك نفس الطموحات بإحلال السلام والاستقرار لذا فإنه من الضروري العمل معا بشكل أوثق مما قبل”.
وتابع “طورنا الآن برامج خاصة للتعاون مع جميع الشركاء في منطقة الخليج نظرا لأن مؤسسات الأمن الحديثة والقوات الوطنية المدربة جيدا تمثل أفضل أنواع أسلحتنا في الحرب ضد التطرف والعنف”.
وسيساعد المركز دول الخليج عبر دورات تدريبية في المجال الأمني للتعامل مع التهديدات التي تطال المعلومات والطاقة وكذلك التعامل مع التهديدات التي تطرحها أسلحة الدمار الشامل.
العرب اللندنية