بيروت – كشفت البيانات التي أعلنت عنها الحكومة الإيرانية بشأن إنتاج النفط الخام أمس، مدى تمرد طهران على اتفاق خفض الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) والدول المنتجة من خارجها الذي دخل حيز النفاذ مطلع هذا العام.
ونقلـت وكالة مهـر للأنـباء عـن وزير النفط بيجـن زنغنـه قولـه إن “إنتـاج إيـران النفطي يقترب حاليا من 3.9 مليون برميل يوميا”، مشيرا إلى أنه “لم يكن من المفترض أن تخفض إيران إنتاجها”، في إشارة لاتفاق أوبك.
وكان الوزير قد قال في الأسبوع الماضي إنه واثق من التزام أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين بشروط الاتفاق وأن أسعار النفط سترتفع نتيجة لذلك.
واتفقت أوبك في نوفمبر الماضي على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.5 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، إضافة إلى 558 ألف برميل يوميا اتفق عليها المنتجون المستقلون مثل روسيا وسلطنة عمان والمكسيك.
وسُمح لإيران التي تشدد منذ وقت طويل على أنها تحتاج إلى استعادة حصتها السوقية بزيادة الإنتاج.
وفي هذه الأثناء، قالت مجموعة أو.إم.في النمساوية للطاقة إنها وقعت مذكرة تفاهم لتطوير وإعادة تطوير مشروعات نفط وغاز في إيران مع شركة دانا إنرجي التي تتخذ من طهران مقرا لها لكنهـا لم تخـض في التفاصيل.
وبدأت أو.إم.في عملياتها في إيران في العام 2001 بتشغيل امتياز التنقيب في حقل مهر بغرب البلاد، لكنها أوقفت العمليات في 2006 بسبب العقوبـات التي فرضت على إيران.
بيجن زنغنه: إنتاج إيران النفطي يقترب حاليا من 3.9 مليون برميل يوميا
وفي مايو وقعت الشركة النمساوية مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الإيرانية بخصوص مشروعات في منطقة زاجروس بغرب إيران وحقل فارس في جنوب البلاد حيث تحتاج الشركات الأجنبية عادة إلى شريك محلي.
وأظهرت كل من السعودية والكويت في وقت سابق هذا الشهر التزامهما بوقف الإنتاج، كما أعلنت روسيا أنها تسير على نفس المنوال من أجل إعادة التوازن إلى السوق المتخمة في أقرب وقت ممكن.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن “منتجي النفط من أوبك وخارجها ملتزمون بتعهداتهم تقليص إنتاج النفط وإن المخزونات العالمية ستعود إلى متوسط مخزونات السنوات الخمس الأخيرة مع حلول منتصف السنة في حالة الالتزام الكامل”.
وأكد خلال مؤتمر صحافي قبيل أول اجتماع للجنة مراقبة الاتفاق الأحد، أنه “لا يوجد ما يدعونا للقول على نحو مفاجئ إننا بحاجة إلى خفض أكبر أو فترة أطول. هل سيتغيّر ذلك في الربع الثاني؟ ربما، لكن ذلك مستبعد اليوم”.
وتوقع وزير النفط الكويتي عصام المرزوق أن تبقى أسعار النفط العالمية في نطاق يتراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل، بينما تستعد بلاده لإنفاق 115 مليار دولار على مشاريع نفطية ضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال المرزوق للصحافيين على هامش المنتدى الخليجي الثالث لاستراتيجية الطاقة في مدينة الكويت إن “السوق هو المحدد لأسعار النفط في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن السوق بدأ يدخل في مرحلة التوازن بعد أن بدأت الدول الالتزام بخفض الإنتاج المتفق عليه.
وبالتزامن مع ذلك، أكد وزير النفط الأذربيجاني ناطق علييف أن بلاده “خفضت إنتاجها النفطي إلى 789 ألف برميل يوميا مع مطلع هذا الشهر”، في إطار الاتفاق.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد أعرب في وقت سابق عن رضاه عن مستوى التزام منتجي النفط باتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه أواخر العام الماضي.
العرب اللتدنية