حذرت روسيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب من عواقب خطته لإقامة مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، بينما قالت تركيا إنها تدعم إقامتها وتنتظر أن تصبح واقعا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن الحكومة الأميركية لم تشاور روسيا قبل أن تعلن نيتها إقامة مناطق آمنة في سوريا، وأضاف بيسكوف أن على واشنطن أن تفكر في العواقب المحتملة لتنفيذ هذه الخطة، وقال إن من المهم ألا تفاقم أوضاع النازحين.
كما نقل عنه مراسل الجزيرة زاور شاوج أن روسيا تنتظر حتى يكتمل تشكيل المؤسستين الديبلوماسية والعسكرية (الخارجية والدفاع) في إدارة ترمب لكي يتضح الموقف الأميركي بهذا الشأن.
وأضاف أنه من الواضح مسبقا أن روسيا لن تقبل بسهولة مثل هذه المشاريع، مشيرا إلى أن فرض مناطق آمنة يعني فرض حظر للطيران فيها، في حين أن الأجواء السورية تحت سيطرة الروس، كما أشار مراسل الجزيرة إلى أن الروس يصرون على أن أي عمليات عسكرية يجب أن تكون بالتنسيق معهم أو مع النظام السوري.
وفي أنقرة قال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو اليوم إن بلاده تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية النازحين، وأضاف خلال مؤتمر صحفي “رأينا طلب الرئيس الأميركي بإجراء دراسة (بشأن المنطقة الآمنة)، المهم هو نتائج هذه الدراسة وما نوع التوصية التي ستخرج بها”.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إقناع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بفرض منطقة آمنة شمالي سوريا لمنع هجمات النظام الجوية، لكن واشنطن وعواصم غربية أخرى لم تبد حماسا لهذه الفكرة، كما أن التدخل العسكري الروسي نهاية سبتمبر/أيلول 2015 عقد الوضع أكثر، وبالتالي صار غير ممكن إقامة منطقة آمنة هناك.
ترمب قال سابقا إن المنطقة الآمنة بسوريا يجب أن تمولها دول الخليج (الأوروبية)
حماية المدنيين
وأعلن الرئيس الأميركي أمس اعتزامه إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف، لكنه لم يَخُضْ في تفاصيل.
وقال ترمب في مقابلة مع قناة “إي بي سي نيوز” الليلة الماضية “سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، وأعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسميا باستقبالها ملايين اللاجئين والسماح بدخولهم إلى ألمانيا وغيرها من الدول، ما جرى هناك كان كارثة، ولا أريد حدوث ذلك هنا”.
وخلال حملته الانتخابية وعد ترمب خلال عرض ملامح سياسته الخارجية بإقامة مناطق آمنة في سوريا، وقال إن دول الخليج هي من ستمولها.
ويتوقع -وفقا لمسودة أمر تنفيذي- أن يأمر الرئيس الأميركي خلال الأيام القادمة وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة للمناطق الآمنة التي يقول إنه سيقيمها في سوريا.
وورد في مسودة الأمر التنفيذي “توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون تسعين يوما من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث”.
المصدر : الجزيرة