دخل وفد من الهلال الأحمر السوري إلى وادي بردى، غربي دمشق، في طريقه إلى عين الفيجة بريف دمشق الغربي، ويأتي ذلك بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج المعارضة السورية المسلحة من البلدة إلى قرية دير مقرن.
وكانت خمس حافلات قد دخلت السبت إلى منطقة وادي بردى لنقل مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وعائلاتهم إلى إدلب، وذلك بعد ساعات من الاتفاق على خروجهم وسيطرة النظام على قرية عين الفيجة.
وكان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن السبت دخول قوات النظام بلدة عين الفيجة ومنشأة نبع المياه فيها بعد التوصل لاتفاق أولي مع المعارضة المسلحة.
وتضمن الاتفاق خمس نقاط، تقضي الأولى منها بوقف لإطلاق النار بين الطرفين في كامل قرى الوادي، لتدخل بعد ذلك قوات النظام عين الفيجة وترفع علمها على منشأة نبع عين الفيجة تمهيدا لدخول ورشات الصيانة لإعادة ضخ المياه للعاصمة دمشق.
كما ينص الاتفاق على وضع قائمة تضم 1200 من عناصر المعارضة المسلحة في منطقة الوادي سيتحتم عليهم تسويةُ أوضاعهم، وذلك من خلال مراجعة السلطات الأمنية للنظام.
خوف من التهجير
ووفقا للاتفاق، فإن من يرفض ذلك منهم فسيفرض عليه الخروج إلى إدلب شمال سوريا الوجهةِ التي خرجت إليها جميع فصائل المعارضة بمحيط دمشق في وقت سابق بعد اتفاقات مشابهة.
ويشير الاتفاق إلى بقاء من يرغب بالبقاء من مقاتلين ومدنيين وجرحى داخل الوادي مع التعهد بعمل مصالحة مع النظام، وتسوية أوضاعهم من قبل النظام . كما تعهد النظام بعودة النازحين من قريتي بسيمة وعين الفيجة إلى قراهم بعد مدة زمنية (لم يتم تحديدها) .
ودفعت خشية المعارضة المسلحة من تهجير سكان المنطقة وتغيير بنيتها الديموغرافية لفرض شرطها على النظام إعلان منطقةِ وادي بردى مكانا آمنا، وأن يسمح للأهالي الذين نزحوا منها في وقت سابق بالعودة إليها.
وينص الاتفاق كذلك على عودة عائلات المقاتلين الذين نزحوا خارج الوادي خلال الحملة العسكرية للخروج مع المقاتلين إلى إدلب بضمان الهلال الأحمر السوري.
وقال الناشط الإعلامي علي دياب للجزيرة إن النظام رفض خروج مقاتلي الزبداني الذين توجد عائلاتهم في بلدة مضايا المجاورة، متهما النظام وحزب الله اللبناني وإيران باستكمال تهجير الأهالي من الشريط الحدودي مع لبنان لوصل مناطق نفوذ حزب الله.
وكانت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله قد شنت هجوما على قرى وبلدات وادي بردى منذ نحو أربعين يوما بهدف انتزاع السيطرة عليه من المعارضة المسلحة، وتسببت المعارك في دمار كبير بالمنطقة، وخاصة منشأة النبع التي تزود دمشق بالمياه.
المصدر : الجزيرة + وكالات