بغداد – فيما توشك الاستعدادات العراقية والأميركية لعملية استعادة الساحل الأيمن في الموصل على الاكتمال، تقترب ميليشيات الحشد الشعبي من خوض أكبر معاركها في نينوى، باستعدادها لعملية فصل منطقة تلعفر غرب الموصل، عن الساحل الأيمن.
ورشحت أنباء من مصادر خاصة تفيد بأن ساعة الصفر لإعلان معركة تحرير الساحل الأيمن، ربما تدق منتصف الشهر الجاري.
وتتحفظ القيادة العسكرية على الإدلاء بأي معلومات تشير إلى الموقع الذي ستبدأ فيه العمليات، لكن مراقبين يتوقعون انطلاق العمليات في محاور ثلاثة بالتزامن.
وتقول مصادر استخبارية إن تنظيم داعش سيدافع بشكل مختلف عن الساحل الأيمن، بعد فشله الذريع في الصمود بالساحل الأيسر.
ويسعى التنظيم إلى الانتفاع من طابع المدينة القديم في الساحل الأيمن، الذي يميزه ضيق الأزقة وتلاصق المنازل والكثافة السكانية الكبيرة.
وأكدت مصادر لـ”العرب”، على أن “داعش عمد في منطقتين من الساحل الأيمن، إلى ربط منازل السكان ببعضها البعض، عبر شبكة أنفاق داخلية”.
20 ألف جندي عراقي يهجمون من ثلاثة محاور
وأضافت “أن التنظيم منع سكان منطقتي الشهواني وكنيسة الحاوي، في الساحل الأيمن، من مغادرة منازلهم التي ربطها بشبكة أنفاق، ونشر على أسطحها قناصين، وعززها ببنادق رشاشة متوسطة”. وتوحي تحضيرات التنظيم للدفاع عن الساحل الأيمن بمعركة صعبة، قد يسقط فيها عدد كبير من المدنيين.
وأكمل نحو 20 ألف جندي ورجل أمن عراقي، انتشارهم في 3 مواقع من الموصل، استعدادا لخوض معركة الساحل الأيمن.
ويتمركز نحو 10 آلاف عنصر من قوتي الشرطة الاتحادية وسوات في المحور الجنوبي للتحرك نحو مطار الموصل في الساحل الأيمن، فيما ينتشر قرابة 4 آلاف مقاتل من قوات جهاز مكافحة الإرهاب، ذات الكفاءة العالية، بين الجسرين الثالث والرابع، للتقدم نحو منطقة الموصل القديمة في الساحل الأيمن، في حين ينتشر نحو 5 آلاف جندي من الجيش العراقي بالفرقتين 15 و16، مدعومين بنحو ألف مقاتل من حرس نينوى بقيادة أثيل النجيفي، في المحور الشمالي.
واعترف ضابط في قوات النخبة العراقية بصعوبة هزيمة داعش داخل المدينة بسبب اختباء عناصر التنظيم بين السكان المدنيين.
وعزا الضابط في تصريح تلفزيوني مصور من داخل مدينة الموصل لصحيفة الغارديان البريطانية، الصعوبة إلى عدم ثقة أهالي الموصل بالقوات العراقية.
وقال سيكون علينا في النهاية “الدخول في معركة قذرة لاستعادة الموصل من داعش”.
وقال المحلل الأمني هشام الهاشمي، إن “هناك معلومات تأتي من داخل الساحل الأيمن، تفيد بوجود نحو 2000 عنصر من داعش متوزعين على أحياء المدينة، الأمر الذي سيساعد في سرعة حسم المعركة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك سيحد من الخسائر في صفوف المدنيين”.
ووفقا لمصدر مقرب من المتحدث باسم التحالف الدولي جون بريان فإن مشاركة الجيش الأميركي في عملية استعادة الساحل الأيمن، ستكون “أكثر زخما ودقة”.
ولم يستبعد المتحدث “وجود قوات أميركية على أرض الساحل الأيمن، الذي تعرفه جيدا، بحكم انتشارها لسنوات فيه”.
وخلافا للهاشمي، يعتقد المتحدث الأميركي بأن معركة الساحل الأيمن ستكون طويلة وشاقة.
العرب اللندنية