جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب معارضته للاتفاق النووي مع إيران ووصفه بأنه اتفاق “مشين”، دون أن يتطرق إلى إمكانية إلغائه، بينما دافع عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين وشدد على أهمية الوفاق مع موسكو.
وقال ترمب في مقابلة مع محطة فوكس نيوز إنه من “المشين” إبرام اتفاق مثله، وإنه لم يكن هناك سبب للقيام بذلك، وكان يجب إبرام اتفاق جيد، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق منح إيران نحو 1.7 مليار دولار. لكن ترمب تجنب الإجابة عن سؤال عما إذا كان سيلغي هذا الاتفاق.
وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إنها المرة الأولى التي يكرر فيها ترمب الحديث عن رفضه الاتفاق النووي مع إيران منذ انتخابه، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في وقت يشهد تصعيدا في الخطاب والإجراءات بين البلدين.
وأشار المراسل إلى أن ترمب من خلال حديثه في الحوار عن “اتفاق جيد”، ربما يكون هدفه السعي لتعديل شروط الاتفاق، نظرا لصعوبة إلغائه باعتبار أن واشنطن مجرد طرف فيه مع دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، كما أنه يحتاج إلى روسيا في أي توجه لإلغاء الاتفاق.
وأكد أن تصريح ترمب يأتي في سياق تصعيد من قبل الإدارة الأميركية الجديدة تجاه إيران، حيث اعتبرها مسؤولون تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط، وأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، بينما لم يستبعد ترمب في تصريح سابق أي خيار معها.
وبعد فرض عقوبات على شخصيات وشركات إيرانية، اشتدت وتيرة الوعيد المتبادل بين طهران وواشنطن، وهدد مسؤول إيراني بضرب إسرائيل والأسطول الخامس الأميركي في البحرين، بينما حذر نائب الرئيس الأميركي مايكل بنس إيران من اختبار حزم الرئيس ترمب إزاءها.
ترمب (يمين) اعتبر أن بوتين (يسار) شريك مهم لبلاده في مكافحة الإرهاب (الأوروبية)
دفاع عن بوتين
من جهة أخرى، دافع ترمب عن تقوية العلاقة مع بوتين، وشدد على أهمية الوفاق مع روسيا، لاسيما في مواجهة ما وصفه بالإرهاب الإسلامي في مختلف أنحاء العالم وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال ترمب إن بوتين “رئيس لبلاده وهو شريك مهم في الحرب ضد الإرهاب، وبلاده تساعدنا في مكافحة تنظيم داعش وفي المعركة ضد الإرهاب الإسلامي بشكل عام.. هذا شيء جيد”.
وعندما قال المذيع بيل أورايلي لترمب إن “بوتين قاتل”، أجاب الرئيس الأميركي بأن “القتلة كثر ونحن لدينا كثير منهم أيضا.. هل تعتقد أن بلادنا بريئة؟!”.
وقد وجّه نواب أميركيون -بينهم جمهوريون- عبر تغريدات لهم، انتقادات حادة لتصريحات ترمب بشأن احترامه لبوتين.
وقال بعضهم إن هذه التصريحات اختبار كبير للحزب الجمهوري فيما إذا كان سيدينها أم لا. ولم تخلُ تغريدات النواب الأميركيين من السخرية مما اعتبروه حباً حقيقياً دفع ترمب إلى انتقاد بلاده رغم أن السؤال كان عن روسيا.
وقال مراسل الجزيرة إن ترمب يقف تقريبا وحيدا -حتى بين أعضاء إدارته وحزبه- في موقفه من بوتين ورؤيته للعلاقات مع روسيا، مشيرا إلى أنه يركز على قضية مكافحة الإرهاب وينسى نقاط خلاف كثيرة بينها ما يتعلق بأوكرانيا والتصعيد العسكري، والتدخل في سوريا وما تبعه من انتهاكات لحقوق الإنسان.
المصدر : الجزيرة