حذر تقرير مركز أبحاث بريطاني من أن المئات من الشباب طالبي اللجوء يصيرون في عداد المفقودين من الرعاية بمجرد وصولهم إلى بريطانيا، وسط مخاوف من استهداف الجماعات المتطرفة لهم خلال رحلتهم إلى المملكة المتحدة.
وأشار تقرير مؤسسة كويليام (Quilliam Foundation) إلى أن الجماعات المتشددة مثل تنظيم الدولة تتربص بالشباب الضعيف لتجنيدهم أثناء رحلتهم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وشمال أفريقيا.
وأفاد التقرير -الذي نشرته صحيفة ديلي تلغراف- إلى أن المتطرفين يحاولون “شراء” ولاء المهاجرين، وجعلهم يشعرون بالامتنان من خلال العمل مع المهربين وتمويل سفرهم، وبعد ذلك ينسل مئات الشباب من نظام اللجوء عندما يصلون إلى المملكة المتحدة، لأنهم يخشون أعادتهم إلى أوطانهم مرة أخرى، وبمجرد أن يغيبوا عن أنظار السلطات يعيدون الاتصال بشبكات التهريب والمتطرفين الذي التقوهم في طريقهم.
وقالت نيكيتا مالك، الباحثة التي أعدت التقرير، إن الشباب يجازفون “بالوقوع مرة أخرى في أيدي المهربين والمتطرفين الذين ساعدوهم بوازع الامتنان لهم”.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 340 طفلا منفردا من طالبي اللجوء فقدوا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، وهو ضعف العدد عام 2014، ومع نهاية عام 2015 كان عدد المفقودين لا يزال 132.
وذكر أن الشباب يتم استهدافهم من مخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان، وأثناء عبورهم من ليبيا أيضا، وكشف عن أن تنظيم الدولة كان يقدم مرورا مجانيا لأولئك الذين يعبرون الفيافي الليبية، إذا تعهدوا بالولاء للتنظيم.
وقال التقرير “بالرغم من أن شخصا بعينه قد يرفض الانخراط في صفوف التنظيم في مراحل سابقة، فإن الإعياء وانعدام الأمن والشعور المتزايد بالمشقة البدنية والمالية نتيجة طول الرحلة قد تشجع اللاجئين على الانضمام إلى التنظيم في وقت لاحق”.
وأضاف “وبالنسبة للعديد من اللاجئين يشكل الالتحاق بالتنظيم مصدرا للدخل أكثر تأكيدا مقارنة بمحاولة الحصول على عمل بعد عبور الحدود الدولية والوصول إلى أوروبا”.
وختم التقرير بأن الأطفال والشباب الذين يسافرون وحدهم أحيانا، وغالبا يكونون غير متعلمين، عرضة بشكل خاص للدعاية، مما يسهل تجنيدهم وتلقينهم وتخويفهم وقولبتهم بأقل جهد ومال يبذل.
يذكر أن تقارير سابقة كانت تحدثت أيضا عن اختفاء الأطفال اللاجئين بأعداد تقدر بالآلاف، لكنها أشارت إلى مخاوف من وقوعهم في قبضة عصابات تمتهن الاتجار بالبشر.
المصدر : ديلي تلغراف