عودة السفير السعودي للبنان وتفاؤل بتطور العلاقات

عودة السفير السعودي للبنان وتفاؤل بتطور العلاقات

أبلغت المملكة العربية السعودية لبنان بقرارها تعيين سفير جديد لها في بيروت وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال القمة الثنائية التي جمعت الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ورئيس لبنان ميشال عون الشهر الماضي فيالرياض.

القرار السعودي الذي أبلغه رسميا إلى بيروت وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، كان محط اهتمام محلي كبير لما له من إيجابيات يعول عليها داخل لبنان لإعادة بناء علاقات الثقة بين البلدين.

وكانت علاقات البلدين شابتها “توترات سياسية” نتيجة مواقف لبنان ومشاركة حزب الله في الحرب السورية وانتقاده الحاد لسياسات المملكة التي خفضت تمثيلها الدبلوماسي في بيروت وحثت مواطنيها على عدم زيارته.

فرصة جديدة
وقد ترافق القرار السعودي بتعيين سفير للمملكة في بيروت -سيتم تحديد اسمه لاحقا وفق الأعراف الدبلوماسية- مع “حزمة” توجهات سعودية بزيادة رحلات شركة الطيران السعودية إلى مطار بيروت، وعودة مواطني المملكة لزيارة لبنان وتمضية عطلاتهم السياحية فيه.

وقال الوزير السبهان بعد لقاءاته بمسؤولين رسميين إن “العوائق التي كانت تمنع قدوم السعوديين إلى لبنان أصبحت من الماضي”.

وتعليقا على الخطوة السعودية، يرى المحلل السياسي صلاح تقي الدين في بدء عودة “المياه إلى مجاريها” بين السعودية ولبنان تأكيدا جديا على محاولة الرئيس ميشال عون اعتماد سياسة الانفتاح على المملكة خاصة والعرب عامة، و”هذا التأكيد قابلته المملكة بهذا الانفتاح”.

ويضيف تقي الدين للجزيرة نت أن الموفد السعودي أعطى عبر زيارته “جرعة تفاؤل للاقتصاد اللبناني”، آملا أن يحسن لبنان الاستفادة من هذا القرار وأن لا تسهم الخلافات السياسية المحلية في “تضييع هذه الفرصة”.

تفاؤل اقتصادي
هذا الدعم السعودي الجديد للبنان، وما ستواكبه لاحقا -وفق مصادر سياسية لبنانية- من لقاءات ثنائية بين وزراء الدفاع والخارجية والاقتصاد والمالية في البلدين، يبقى الجانب الاقتصادي منه هو الأكثر متابعة واهتماما في بيروت.

في هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي جوزف فرح إن القرار السعودي “مؤشر اقتصادي مهم جدا للبنان وواعد، ونحن بأمس الحاجة إليه بسبب ما يعانيه اقتصادنا من ركود“.

ويضيف للجزيرة نت أن إعادة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي “ستبدأ ارتداداتها الاقتصادية الإيجابية في الظهور خلال فترة قريبة”.

ويرى فرح أن عودة السياحة الخليجية عامة والسعودية خاصة إلى لبنان ستحقق قفزة كبيرة مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، متوقعا أن تحتل السياحة السعودية في لبنان “المرتبة الأولى” بعد أن كانت تحتل الموقع الرابع.

ويقول إن الإنفاق السياحي العام في لبنان كان يبلغ حوالي سبعة مليارات دولار، لكن “مع تمنع الخليجيين عن زيارة لبنان تراجع الإنفاق إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار، وهذا مؤشر لمدى تضرر لبنان من تأزم العلاقة مع الدول الخليجية“. وأكد فرح أن لبنان “لا يقوى على العيش من دون السياح الخليجيين وفي مقدمتهم السعوديون”.

الهبة العسكرية
ويرى مراقبون أن التفاؤل الاقتصادي اللبناني من عودة العلاقات مع السعودية إلى طبيعتها يبقى منقوصا ما لم تبادر المملكة إلى إعادة العمل بمساعدتها العسكرية للبنان من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار.

وكان الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز خصص هبة الثلاث مليارات دولار للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، ثم جمدتها المملكة العام الماضي بسبب مواقف لبنان الإقليمية والدولية المتناقضة مع الموقف السعودي.

ويأمل وزير الدفاع اللبناني الأسبق عبد الرحيم مراد أن “تعود هذه الهبة لدعم الجيش بالسلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المملكة “ستقدم مساعدات أخرى للبنان”.

وقال للجزيرة نت إن العلاقات اللبنانية السعودية “ضعفت لفترة قصيرة جدا، والزيارات المتبادلة تؤكد حرص البلدين على العلاقة الجيدة بينهما”.

عفيف دياب

الجزيرة