الكويت – قالت مصادر سياسية كويتية إن الزيارة الرسمية لأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح لمسقط الاثنين، تستهدف تبادل المعلومات مع السلطان قابوس بن سعيد في ضوء نتائج الزيارة التي قام بها أخيرا الرئيس الإيراني حسن روحاني لكلّ من سلطنة عُمان والكويت.
وأوضحت أن الشيخ صُباح سيعمل من أجل اتخاذ موقف موحد كويتي ـ عُماني من الرغبة التي أبداها روحاني في الانفتاح على دول الخليج من جهة وتبديد المخاوف التي يمكن أن تتركها الخطوة الإيرانية في عواصم خليجية من جهة أخرى.
وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك وجهتي نظر في الأوساط الرسمية الكويتية بعد زيارة روحاني.
وذكرت أن قسما من المسؤولين الكويتيين يعتبر أن روحاني ما كان ليقدم على خطوة زيارة السلطنة والكويت، في هذه الظروف بالذات، لولا الشعور بأن التهديدات الأميركية لإيران جدّية، وهو أمر ظهر جليّا بعد تعزيز البحرية الأميركية لوجودها قبالة السواحل اليمنية. وهذا يجعل إيران في حاجة إلى تقديم تنازلات لدول مجلس التعاون بغية تخفيف الضغط الأميركي.
لكنّ قسما آخر من المسؤولين الكويتيين يرى أن الهدف من زيارة روحاني و”الكلام الجميل” الذي صدر عنه أمام أمير الكويت دق إسفين بين دول مجلس التعاون وضرب الموقف المشترك لهذه الدول من التهديد الإيراني لدول المنطقة وتهديداتها لها وتدخلها في شؤونها الداخلية.
ولاحظت المصادر ذاتها أنّ جولة روحاني جاءت بعد أسابيع قليلة من اتخاذ سلطنة عُمان موقفا داعما لدول مجلس التعاون تجاه التطورات الإقليمية، بما في ذلك ما يدور في اليمن.
وكانت السلطنة ميّزت نفسها في الماضي عن الدول الأخرى في مجلس التعاون ونأت بنفسها عن “عاصفة الحزم”، وهي العملية العسكرية التي شنّها التحالف العربي بقيادة السعودية من أجل دعم “الشرعية” في اليمن. لكنّ عُمان ما لبثت أن غيّرت موقفها واعتمدت موقفا أقرب إلى الإجماع الخليجي حيال الأحداث الدائرة في اليمن.
وخلصت المصادر السياسية الكويتية إلى القول إنّ التوصل إلى موقف كويتي ـ عُماني من زيارة روحاني سيساعد في التخفيف من الاستياء السعودي من استقبال العاصمتين للرئيس الإيراني في وقت لم تقدم طهران على أيّ خطوة عملية تؤكد حصول تغيير في موقفها.
وذكرت أن الاستياء السعودي الذي تسعى القيادة الكويتية إلى تبديده عائد إلى وجود فلسفتين مختلفتين لكيفية التعاطي مع إيران. ففي حين تعتقد السعودية أنه لا مجال لأي حوار جدي مع طهران قبل إقدامها على خطوات تؤكد حصول تغيير في السلوك الإيراني، ترى الكويت أن لا مانع من الرد على الكلام الجميل الذي يصدر عن المسؤولين الإيرانيين بكلام أجمل منه.
ويأتي التصرّف الكويتي في ظل قناعة بأنّ الكلام الإيراني ليس سوى جزء من حملة علاقات عامة لا نتائج ملموسة لها على أرض الواقع. على العكس من ذلك، تستخدم إيران أدواتها من ميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية لتهديد الكويت وتهريب الأسلحة والمتفجرات إليها وتخزينها.
وتعطي المصادر السياسية الكويتية دليلا على ذلك الخلايا الإيرانية التي اكتشفت في الكويت في السنوات القليلة الماضية، على رأسها ما يسمّى “خلية العبدلي”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد حث دول الخليج الأحد على التعاون مع إيران لمعالجة “أسباب القلق” والعنف في المنطقة.
وقال ظريف للمندوبين في مؤتمر ميونيخ الأمني “بالنسبة للحوار الإقليمي.. (توقعاتي) متواضعة. أركز على الخليج. لدينا ما يكفي من المشاكل في هذه المنطقة لذا نريد بدء حوار مع دول نعتبرها أخوة في الإسلام”.
ويخيم التوتر على العلاقات بين الدول الخليجية وإيران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، وملفات اليمن وسوريا والعراق؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا وتحالف مسلحي الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن، والميليشيات الطائفية في العراق.
العرب اللندنية