دبي – افتتح نجلا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إريك ودونالد الابن، رسميا في دبي نادي غولف تديره مجموعة ترامب العقارية، في أول مشروع عقاري علني للإمبراطورية منذ تولي ترامب منصب الرئاسة في كانون الثاني/يناير.
وكانت لوحات ضخمة علقت في شوارع رئيسية في دبي وعلى طريق الشيخ زايد المحوري في الإمارة الخليجية، قد أعلنت افتتاح المشروع، الذي يضم أيضا 100 فيلا فاخرة بقيمة تقدر بنحو 6 مليارات دولار.
وعرضت في متجر صغير مجموعة من الألبسة والقبعات الخاصة برياضة الغولف، طبع على معظمها شعار النادي مع اسم ترامب. وقد علق بعض الحاضرين وبينهم ضيوف ارتدوا اللباس الإماراتي التقليدي دبوسا يحمل اسم ترامب على ملابسهم. ورغم أن اتفاق بناء النادي الفخم الذي قامت بتنفيذه مجموعة داماك العقارية الإماراتية سبق انتخابات العام الماضي، لكن إطلاق المشروع يتزامن مع الجدل القائم في الولايات المتحدة حيال تضارب مصالح ترامب التجارية مع مسؤولياته كرئيس.
ولا يجبر القانون الأميركي الرؤساء على التخلي عن استثماراتهم أو أعمالهم، لا سيما وأن التداخل بين الثروات الخاصة والعمل الحكومي ليس بجديد على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أثارت ارتباطات ترامب بحكومات ورجال أعمال تنفيذيين كبار في أماكن مختلفة من العالم الجدل حيال دستورية هذه العلاقات وما إذا كانت تشكل مادة بحث جدية بالنسبة إلى الجهاز الحكومي للأخلاقيات.
وكان الرئيس الأميركي أعلن الشهر الماضي تخليه عن إدارة شركاته طوال ولايته الرئاسية لتجنب تضارب المصالح مع مسؤولياته في البيت الأبيض.
وأكدت مجموعة ترامب التي تضم فنادق ومباني فخمة وملاعب غولف في أنحاء العالم أنّها لن توقّع أي عقد في الخارج طوال ولاية ترامب الرئاسية وستنهي العقود التي يتم التفاوض في شأنها حاليا.
ورغم ذلك، لا يبدو أن ترامب تخلى تماما عن مصالحه التجارية كما طلب منه الجهاز الحكومي للأخلاقيات.
وكانت منظمة “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن” المعروفة باسم “كرو” قد رفعت في يناير الماضي، دعوى قضائية ضد ترامب تتهمه فيها بخرق الدستور من خلال قبول تحويلات مالية ومنافع من حكومات أجنبية قبل نيل موافقة الكونغرس على ذلك.
6 مليارات دولار، قيمة المشروع الذي قامت بتنفيذه مجموعة داماك العقارية الإماراتية
واستندت المنظمة الحقوقية التي تراقب الالتزام بالمعايير الأخلاقية وبالشفافية المهنية إلى بند في الدستور يمنع المسؤولين الحكوميين من الحصول على منافع أو هدايا من حكومة أجنبية.
ويستند آخرون إلى مرسوم صادر في عام 1989 والذي يمنع الموظفين الفيدراليين من استخدام المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية، وأي انتقاد عام يوجهه رئيس في منصبه يمكن تفسيره على أنه محاولة للتأثير على قرار الشركة في ما يتصل بأعمالها التجارية.
وقبيل الدعوى القضائية، أعلن ترامب حين كان لا يزال رئيسا منتخبا خلال مؤتمر صحافي أنه رفض صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي بعيد انتخابه.
وقال حينها “عرضت عليّ نهاية الأسبوع الماضي صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي مع متعهد كبير من الشرق الأوسط.. ورغم ذلك لم أكن ملزما برفض العرض، لكنه يتحتم عليّ كرئيس تفادي التضارب في المصالح”.
ويسلط هجوم الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي على سلسلة متاجر “نوردستروم” لأنها توقفت عن بيع الملابس التي تحمل ماركة ابنته إيفانكا، الضوء على تداخل المصالح بين منصب الرئاسة والمصالح التجارية لعائلته.
وتسببت علاقات ترامب التجارية برجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني، رئيس مجلس داماك، الذي تقدر ثروته بنحو 3.2 مليارات دولار، بجدل خلال الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري.
وأثناء الحملة، دفعت دعوات ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة رجال أعمال في منطقة الشرق الأوسط إلى انتقاده، ومراكز تجارية كبرى إلى سحب منتجات شركات ترامب منها. لكن داماك تجنبت التعليق على تصريحاته وأكدت أن مشروع نادي الغولف الذي يضم ملعبا يشمل 18 حفرة صممه مهندس نوادي وملاعب الغولف الشهير غيل هينس سيتواصل.
وسجواني الذي تطلق عليه مجلة فوربس لقب “دونالد دبي”، حصل على تحية من ترامب لدى استضافته مع عائلته في حفل أقامه الرئيس الأميركي في أحد نواديه في فلوريدا نهاية العام الماضي.
وتعمل مجموعة ترامب ومجموعة داماك العملاقة التي قامت بتنفيذ المشروع حاليا على بناء ملعب غولف ثان صممه تايغر وودز، ومن المقرر أن يفتتح العام المقبل.
العرب اللندنية