اشتبكت القوات العراقية مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الاثنين لإخلاء الطريق نحو مطار الموصل، وذلك في اليوم الثاني من العملية العسكرية الهادفة لاستعادة الشطر الغربي من مدينة الموصل.
وتقود قوات من الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية الهجوم صوب المطار الواقع على الحد الجنوبي للموصل، ويحاولون طرد مقاتلي تنظيم الدولة من تل البوسيف القريب من منطقة المطار.
وتخطط القوات العراقية لتحويل المطار إلى قاعدة دعم للهجوم على الشطر الغربي من الموصل.
وقال الرائد مرتضى علي عابد من قوات التدخل السريع لوكالة رويترز للأنباء إن مقاتلي التنظيم “يضربون ويشتبكون مع قواتنا ثم ينسحبون نحو الموصل. بإذن الله سنحرر البوسيف بالكامل اليوم”.
قصف من طائرة مروحية خلال المعارك جنوب الموصل اليوم (رويترز)
وتقصف طائرات مروحية تل البوسيف لتطهيره من القناصة، في حين يمكن سماع دوي طلقات من مدافع رشاشة وآر بي جي، كما أبطلت القوات مفعول سيارة ملغومة استخدمها مقاتلو تنظيم الدولة لعرقلة المهاجمين.
تهديدات بالانتقام
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى مزاحم الحويت إن آلاف العائلات القاطنة في المناطق المحاذية لتنظيم الدولة غرب الموصل تلقت تهديدات من مليشيات الحشد الشعبي بالانتقام في حال وصول الحشد إلى مناطقهم بحجة أنهم احتضنوا مسلحي التنظيم.
من ناحية أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في قصف طائرات التحالف الدولي لمبنى تقطنه عائلات ومنازل مدنيين مجاورة له في حي الشفاء بغرب الموصل.
وبثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة صورا قالت إنها لقصف جوي أميركي على حي الشفاء. وأضافت أن 49 شخصا قتلوا في القصف معظمهم أطفال ونساء، وأن 78 شخصا جرحوا.
وكانت القوات العراقية قد بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عملية واسعة لاستعادة مدينة الموصل شمال العراق بدعم من طيران التحالف الدولي والمليشيات الشيعية والعشائرية. وفي يناير/كانون الثاني 2017 أعلنت قيادة العمليات المشتركة “تحرير كامل الجانب الشرقي” من الموصل.
ويتوقع قادة أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع الضيقة والأزقة.
ويقول سكان إن مقاتلي تنظيم الدولة بنوا شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات خاطفة وتعقب تحركات القوات الحكومية.
وتقع المدينة القديمة في غرب الموصل بأسواقها العتيقة إضافة إلى الجامع الكبير وأغلب المباني الحكومية الإدارية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي في وقت سابق إن حوالي أربعمئة ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم، في حين يعاني السكان نقصا في الغذاء والوقود، إضافة إلى إغلاق الأسواق.
ووفقا لتقديرات عراقية، كان لتنظيم الدولة نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقتل منهم أكثر من ألف مقاتل حتى الآن.
المصدر : الجزيرة + رويترز