رام الله – حذر مراقبون للشؤون الفلسطينية من التدخل المباشر للأجندات الإيرانية والتركية في الشأن الفلسطيني من خلال عقد مؤتمرين معنيين بالقضية الفلسطينية الأول يبدأ اليوم الثلاثاء في طهران والثاني في إسطنبول السبت المقبل.
ورأى هؤلاء المراقبون، أنه بغض النظر عن الشعارات التي يدافع عنها المؤتمرون إلا أن طهران وأنقرة تستخدمان المادة الفلسطينية من ضمن مناورات تهم مصالح تركيا وإيران واستراتيجيتهما على صعيد العلاقات الإقليمية والدولية.
وأعلن المتحدث باسم المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة كاظم جلالي، أن المؤتمر يعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة طهران وذلك بمشاركة 80 دولة، على أن تنتهي أعماله غدا الأربعاء.
وذكرت المصادر أن رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني سيتولى رئاسة المؤتمر، وأنه ستتم تلاوة خطاب موجه من المرجع الأعلى علي خامنئي في مراسم الافتتاح.
وكانت حركة حماس أعلنت سابقا عن مشاركتها بوفد من قادتها في هذا المؤتمر الذي تشارك فيه أيضا العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية.
ورأى فلسطينيون معارضون للسلطة الفلسطينية أن الموقف من السلطة كما الموقف من الانقسام الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس، يجب ألا يسمح للعواصم البعيدة عن الشأنين العربي والفلسطيني بمصادرة قرار الفلسطينيين وإدارة قضيتهم، لا سيما أن أنقرة وطهران لطالما استفادتا من الانقسام الداخلي وعملتا على تعميقه، ولم تقوما بأي جهد لرأب ذات البين بين المتخاصمين.
وتستضيف إسطنبول التركية يومي 25 و26 من الشهر الجاري فعاليات مؤتمر شعبي لفلسطينيي الخارج، لبحث دورهم الوطني وفرص مشاركتهم في القرار السياسي.
ويأتي “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” وفق بيان صادر عن نحو 70 شخصية فلسطينية داعية له، “في ظل التطوّرات التي تشهدها المنطقة العربية، واستمرار استهداف حقوق الشعب الفلسطيني، وبعد مرور 50 عاما على احتلال القدس، ومئة عام على صدور وعد بلفور”.
وبحسب ما جاء في البيان؛ فإن “المؤتمر شعبي، فلسطيني، وطني، جامع، يهدف إلى إطلاق حراك شعبي، وطني، واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس”.
واستنكرت أوساط دبلوماسية عربية تناوب إيران وتركيا على العبث بالشأن الفلسطيني مستخدمة الإسلام السياسي الفلسطيني، فيما تتبادل أنقرة وطهران هذه الأيام الاتهامات بشأن سياساتهما الإقليمية، لا سيما في سوريا.
ورأت هذه الأوساط أن الأمر يكشف إلى أي مدى وصل تورط الإسلام السياسي عامة، والفلسطيني خاصة، في خدمة أجندات غير فلسطينية وغير عربية.
ورأت هذه الأوساط أن الحراك التركي الإيراني في الميدان الفلسطيني يستفيد من تراجع الرعاية العربية من جهة، كما يستفيد من سلوكيات الأطراف الفلسطينية والتي باتت تسمح بفراغ وطني داخلي يتيح للأجندات الخارجية أن تعمل داخله بسهولة.
وكانت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير شككت في أهداف وهوية المؤتمر، وأبدت في بيان استغرابها من تجاهل القائمين على المؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية، ودوائرها وخاصة دائرة شؤون المغتربين ودائرة شؤون اللاجئين، واعتبرت ذلك إنكارا للدور الذي تضطلع به المنظمة ودوائرها تجاه الفلسطينيين في الشتات.
وحذرت المنظمة مما وصفته بـ”الرهان على المحاور الإقليمية ومنابرها المعروفة، والاستقواء بها على المؤسسات الرسمية الفلسطينية”.
وفيما رأت أوساط فلسطينية أن “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” في إسطنبول التركية خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنها حذرت من نتائجه في تعميق الانقسام الفلسطيني وتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية كما من الإفراط في استخدام القضية الفلسطينية لصالح أجندات خارجية.
واعتبرت هذه الأوساط أن مؤتمر طهران لا يعدو كونه تجمعا لدعم الموقف الإيراني الذي يتعرض لضغوط دولية إقليمية تدين تدخل طهران في شؤون المنطقة من اليمن وصولا إلى سوريا والعراق.
وأضافت أن النظام الإيراني يحاول تعويض عزلته الإقليمية والدولية من خلال استدعاء القضية الفلسطينية من جديد والنفخ فيها لمآرب إيرانية بحتة.
وعزا محللون فلسطينيون عقد مؤتمري طهران وإسطنبول إلى فقدان البوصلة لدى الفلسطينيين، منذ الانقسام بين غزة بقيادة حماس والضفة الغربية بقيادة فتح، إضافة إلى تعذر تجديد النخب السياسية سواء من خلال غياب انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية خاصة بالسلطة، كما غياب تجديد قيادة منظمة التحرير وتوسيع المشاركة داخلها بصفتها الممثل الشرعي للفلسطينيين.
العرب اللندنية