القاهرة – هدد فرع تنظيم داعش في مصر، ولاية سيناء، بأن تفجير الكنيسة البطرسية بحي العباسية في القاهرة قبل أشهر، لن يكون الأخير. متوعدا، باستهداف المزيد من الأقباط خلال الفترة المقبلة، باعتبارهم قوة داعمة للنظام المصري.
وقال مصدر أمني مطلع لـ“العرب” إن تهديدات التنظيم سوف تؤخذ على محمل الجد، وسيتم تكثيف عملية تأمين الكنائس ودور العبادة المسيحية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المصدر أن الإجراءات التي اتخذها الأمن مؤخرا في الأنفاق والطرق المؤدية من المحافظات المختلفة إلى سيناء، والعكس، سوف تحول دون إمكانية دخول هذه العناصر إلى المدن لتنفيذ مخططها، كما تمنع انضمام عناصر جديدة إليها.
وكان الأمن المصري وضع شروطا لعبور المواطنين بين المحافظات وسيناء، واشترط إثبات الإقامة في شبه الجزيرة مع تقديم استعلام أمني بالموافقة على المرور وتحديد أسباب النزول من سيناء إلى أي مدينة مصرية مدعوما بأدلة ووثائق، ودون ذلك لن يسمح له بالعبور.
وبث التنظيم المتطرف، مساء الأحد، تسجيلا مصورا ظهر فيه من قال إنه مسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية شرق القاهرة، في ديسمبر الماضي، وهدد فيه المسيحيين داخل مصر، وظهر فيه شخص كنيته “أبوعبدالله المصري”، يحرض على قتال الأقباط.
وفي 11 ديسمبر الماضي، استهدف انتحاري بحزام ناسف مكانا مخصصا للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية المسيحيين الأرثوذكس في حي العباسية؛ ما أسفر عن سقوط 28 قتيلا، بينهم منفذ العملية، وأكثر من 40 مصابا.
ورأى كمال زاخر، الباحث القبطي، أن تهديد داعش للأقباط ليس بجديد، لكن إعادة طرحه في هذا التوقيت تحمل رسالة ترويع لبسطاء الأقباط ومحاولة تحييد المسلمين أو استقطاب المزيد منهم.
وأضاف زاخر لـ“العرب” أن التنظيم يسعى لزعزعة ثقة الأقباط في النظام وتصويره أنه لن يستطيع حمايتهم.
ويرى متابعون أن صمت الكنيسة المصرية عن تهديدات التنظيم وعدم الرد أمر متعمد، لتوصيل رسالة بأنها ليست منصة للتحدث بلسان الأقباط، وأن الأمر متروك لمؤسسات الدولة.
ويعتبر الأقباط أحد أركان القوة الداعمة للنظام المصري، وكان لهم دور واضح في الثورة التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان.
وقال نشطاء أقباط لـ“العرب” إن دعم مسيحيي مصر للنظام ليس اختيارا، لأنهم يدركون أن بديل الوطن هو القبيلة، ودعم النظام لا يعني موالاة السيسي، بقدر ما يعتبر الرئيس هو رمز النظام ومؤسساته العسكرية والأمنية.
وتحدث مراقبون عن أن هجوم تنظيم الدولة على الإخوان في نفس توقيت التهديد باستهداف المسيحيين، محاولة لغض الطرف عنهم وتبرئتهم بحيث يكونون في مأمن عن توجيه الاتهامات إليهم.
وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، لـ“العرب” إن التركيز على استهداف الأقباط محاولة لزعزعة ثقتهم في الدولة، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة تعمد قتل اثنين من أقباط سيناء قبل بث التسجيل بيوم واحد، السبت الماضي، للتأكيد على صدق كلام
العرب اللندنية