عدن – يزيد دخول تنظيم القاعدة على خطّ تعقيدات الوضع في اليمن، من خلال عملياته الدموية، الوضع الأمني الهشّ إرباكا، ويضيف إلى القوات اليمنية التي تواجه التمرّد الحوثي بمساندة التحالف العربي أعباء إضافية تؤثّر على جهودها في مقارعة التمرّد وفي بسط الاستقرار بالمناطق المحرّرة.
وقُتل الجمعة ثمانية جنود يمنيين وجرح 11 آخرون في هجوم نفّذه انتحاري من تنظيم القاعدة بشاحنة صغيرة مفخخة عند مدخل معسكر النجدة في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين بجنوب اليمن.
وقالت مصادر أمنية إن الشاحنة الصغيرة المفخخة رباعية الدفع كانت محملة بخشب للتدفئة لإعطاء انطباع بأنها شاحنة نقل.
وشرح أحد المصادر أن الشاحنة لم تتمكن من اقتحام بوابة المعسكر، موضحا أنّ اشتباكات جرت بين حراسه ومسلحين من تنظيم القاعدة حاولوا اقتحامه.
ويعمل التنظيم المتشدّد من خلال مثل هذه العمليات على استغلال الأوضاع القائمة في اليمن لإرباك الوضع وخلق الأرضية المناسبة لتركيز موطئ قدم له في البلد ذي الموقع الاستراتيجي بالغ الأهمية إلى جوار منطقة الخليج الثرية وذات الجدار الأمني المتين العصي على اختراقه من قبل التنظيمات الإرهابية، والمشرف على ممر بحري بالغ الأهمية تنقل عبره يوميا كميات ضخمة من النفط نحو الأسواق العالمية.
ولم يغفل التحالف العربي المساند للشرعية اليمنية في مواجهتها ضدّ التمرّد الحوثي تحرّكات تنظيم القاعدة في اليمن، حيث يخصّص جزءا من جهده الحربي لمواجهته.
وأسفر ذلك الجهد ربيع العام الماضي عن إنهاء سيطرة التنظيم على مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت بشرق البلاد بعد أن احتلها طيلة ما يقارب السنة وحاول أن يتّخذ منها منطلقا لغزو مناطق مجاورة.
وتعتبر التحرّكات المتزايدة للتنظيم بمحافظة أبين إحدى نتائج طرده من المكلاّ. وتنخرط الولايات المتّحدة بدورها في مواجهة تنظيم القاعدة عبر ضربات توجهّها لمواقعه هناك عن طريق الطائرات دون طيار.
ومع بداية عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب قطعت واشنطن خطوة تصعيدية في حرب التنظيم هناك بتنفيذ قوات خاصة أميركية لعملية إنزال في موقع للتنظيم بمحافظة البيضاء، لكن العملية لم تحقّق النجاح المأمول، حيث أسفرت عن مقتل جندي أميركي وتدمير مروحية استخدمت في عملية الإنزال، كما خلفت عددا من الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال.
العرب اللندنية