أبوظبي – وصل الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي الاثنين في محاولة لإقناع القيادة في دولة الإمارات بنيته التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار في اليمن.
وجاءت الزيارة وسط أنباء عن وجود تواطؤ بين أطراف في “الشرعية” وعناصر إخوانية وأخرى تنتمي إلى القاعدة من أجل تنفيذ سياسة يقودها 14 مسؤولا ينتمون إلى حزب الإصلاح الإخواني تحالفوا مع القاعدة التي تسعى إلى السيطرة على المناطق المحررة على غرار ما حدث في أبين.
واعتبر مراقبون أن سياسات الرئيس اليمني تخدم الجهات التي تهدد “الشرعية”، وأن المفارقة تكمن في أن التقدم الذي يتحقق على الأرض إنما يتحقق بفضل تواجد قوات التحالف، في حين يسود الجمود الجبهات التي “تركت” بعهدة قوات الإخوان المتحالفة مع “الشرعية”.
وكان ناصر عبدربه، ابن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومن القادة الجنوبيين المحسوبين على الرئيس، قد قام بتسليم مناطق في محافظة أبين للقاعدة في إطار خطة تتجاوز تلك المحافظة وتصب في زعزعة الاستقرار في عدن والمكلا بالتحالف مع قيادات القاعدة في محافظة البيضاء.
وشملت الخطة السماح لعناصر معادية للتحالف العربي بالدخول إلى عدن عبر بوابة العلم في الحزام الأمني الحامي لعاصمة الجنوب.
وكان ملفتا أن ناصر عبدربه حشد عشرة آلاف مقاتل بتنسيق مع القاعدة من أجل طعن التحالف في الظهر، وذلك في حين كانت قوات التحالف تزحف على طول الشواطئ الغربية لتحرير الموانئ والمدن من قبضة الانقلابيين.
وأعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن السؤال الأبرز الذي سيواجه الرئيس اليمني المؤقت في الإمارات، هو ماذا تريد الشرعية؟ هل تريد انسحاب التحالف العربي من الأرض اليمنية وتخليه عن الشرعية وترك الباب للانقلابيين والقاعدة بما يمكنهم من إعادة السيطرة على المناطق المحررة، أم خلط الأوراق لأجل إطالة أمد الأزمة وإعادة المبادرة إلى قوى الإرهاب والإخوان الذين يتغذون من الفتن وتفشي الفساد.
وذكرت هذه المصادر أن تصرفات الشرعية توحي بأن عبدربه منصور لا ينوي العمل على تمكين التحالف العربي من تحقيق أهدافه، وعلى رأسها تحرير اليمن من الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
على العكس من ذلك يبدو عبدربه منصور هادي استنادا إلى المصادر نفسها، مستفيدا من استمرار حال الفوضى والعبث بالأمن من أجل إطالة الأزمة إلى ما لا نهاية بما يخدم في نهاية المطاف كل القوى التي تعمل من أجل الحؤول دون بسط الاستقرار في البلد.
10 آلاف مقاتل يحشدهم ناصر عبدربه منصور هادي لطعن التحالف من الظهر
14 مسؤولا إخوانيا يتحالفون مع القاعدة للسيطرة على المناطق المحررة
وكان ملفتا أن من استقبل الرئيس اليمني المؤقت لدى وصوله أبوظبي، رئيس جهاز الاستخبارات بدولة الإمارات اللواء علي محمد حماد الشامسي، وهو ما قد يعطي مؤشرا إلى طبيعة الزيارة التي فضل الرئيس اليمني فيها اصطحاب مدير مكتبه فقط، على خلاف الزيارات السابقة التي رافقه فيها عدد من وزرائه.
في المقابل ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن الرئيس هادي سيلتقي خلال الزيارة “بأخيه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للوقوف على عمق العلاقات ومتانتها التي تتجسد في التعاون والتكامل والتضحيات الأخوية المشتركة في ميادين الشرف والبطولة في معركة المصير المشترك لليمن والأشقاء في دول التحالف العربي ضد القوى الانقلابية ومن يمولها ويواليها”.
وكانت مواقع إخوانية قد روجت لتسريبات صحافية يقف وراءها ناشطون إعلاميون في حزب الإصلاح الذي يمثل جناح الإخوان المسلمين في اليمن.
وتضمنت هذه التسريبات أحاديث عن خلاف بين الرئيس هادي ودولة الإمارات، وصلت إلى حد التشكيك في طبيعة الدور الإماراتي المساند للشرعية، الأمر الذي تسبب في إحراج بالغ للعديد من الأطراف السياسية في جبهة الشرعية ودفع رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي إلى توجيه رسالة إلى كوادر حزبه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء فيها “إلى المصابين بقصَر النظر والذين نخشى عليهم من عمى البصيرة.. دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ـ قادة وشعوباـ يسكبون على ثرى أرضنا دما وليس ماء… أفلا تعقلون؟!”.
وتعد رسالة اليدومي تطورا مهما في السياسة الإعلامية لحزب الإصلاح الذي كان يكتفي في الفترة الماضية بنفي علاقته بنشطائه الإعلاميين معتبرا أنهم لا يمثلون الموقف الرسمي للحزب.
لكن مصادر على علم بما يدور داخل حزب الإصلاح تؤكد أن رسالة اليدومي هي ذر للرماد في العيون وتستهدف التغطية على العلاقات العميقة التي تجمع بين الإخوان المسلمين والعناصر الإسلامية المتطرفة.
وترافقت زيارة الرئيس هادي للإمارات والتي تأتي مع الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم مع حملة “شكرا إمارات الخير” التي أطلقها ناشطون يمنيون للتعبير عن الامتنان اليمني للدور الإماراتي المحوري في التحالف العربي لدعم الشرعية، وللحث على تنسيق المواقف في مواجهة التحديات وعلى رأسها ملف الإرهاب.
العرب اللندنية