الجزائر – أحبطت قوات الأمن الجزائرية ليل الأحد محاولة تفجير مقر الأمن الوطني بمحافظة قسنطينة. وذكر بيان لمديرية أمن قسنطينة الاثنين، أن “عنصرين من أفراد الشرطة أُصيبا بجروح خفيفة خلال محاولة انتحاري، مساء الأحد، تفجير نفسه داخل مقر أمني بمدينة قسنطينة”.
ويقع مبنى الأمن العمومي الحضري، في أسفل بناية تتشكل من عدة طوابق، وتقطنها العديد من العائلات بحي باب القنطرة.
ومكن إحباط العملية من تجنيب خسائر فادحة في العتاد والأرواح، لكون التفجير برمج في ساعة آوى فيها جميع السكان إلى منازلهم.
وحسب وزارة الداخلية فإنه لم تسجل أي حالة وفاة أو إصابة في صفوف المدنيين ما عدا إصابة عونين بجروح خفيفة وقد تم نقلهما بشكل عاجل إلى مستشفى المدينة.
وفيما يجري التحقيق في هوية الإرهابي وملابسات العملية، أعلنت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم داعش في بيان، الاثنين، مسؤولية التنظيم عن الهجوم.
ودخلت السفيرة الأميركية جون بولاشيك، على خط الحادثة من خلال تغريدة نشرتها على حسابها الخاص على تويتر، تمنت فيها الشفاء العاجل للشرطيين المصابين، وحيت جهود مديرية الأمن الجزائري، ما يشير إلى توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، في الاعتراف بجهود السلطات الجزائرية في حربها على الإرهاب، وتفاعل واشنطن مع شركائها الذين يقاسمونها نفس المقاربة الأمنية.
وأثار تزامن المحاولة التفجيرية الفاشلة، مع زيارة نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الجنرال قايد صالح، للناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة)، في إطار زياراته التفقدية، الاستفهام حول الرسائل التي تريد الجماعات الإرهابية تمريرها إلى الرأي العام عبر عمل تفجيري، لم يتكرر منذ تفجيرات العاصمة عام 2006.
ويرى خبراء أمنيون، أن العملية الانتحارية تعتبر عودة من التنظيمات الجهادية إلى أسلوبها القديم في تفجير الأماكن العمومية والمقار الحكومية، من أجل زرع الخوف والرعب لدى الشارع الجزائري، واستقطاب الأضواء العملية لدحض الخطاب الرسمي حول تراجع النشاط الإرهابي في الجزائر.
وأكد الخبير الأمني ورئيس الجمعية الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة محمد ميزاب، أن العملية الإرهابية التي استهدفت مقر الأمن الحضري بمدينة قسنطينة، تنطوي على عدة رسائل، تتمثل في الرد على العمليات النوعية التي نفذها الجيش الجزائري خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى رأسها القضاء على 18 إرهابيا بمحافظة البويرة شرقي العاصمة.
وأضاف أنها تهدف أيضا إلى التشويش على الحراك السياسي الذي تعيشه البلاد تحسبا للانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو المقبل، فضلا عن مسعى إبراز قدرة التنظيمات الجهادية على توسيع رقعتها الجغرافية مهما كانت السياسات الأمنية المطبقة من طرف الحكومات.
وخلف الجيش الجزائري، مؤخرا خسائر بشرية فادحة في صفوف الجماعات الإرهابية، بعد القضاء على 18 عنصرا ببلدة العجيبة في محافظة البويرة، كما دمر مخابئ أسلحة للخلايا الجهادية، خاصة على الشريط الحدودي في الشرق والجنوب.
وكانت محافظات سكيكدة، عنابة وقسنطينة، قد شهدت مطاردات أمنية خلال الصائفة الماضية، من طرف عناصر الأمن لعناصر مشتبه فيها، لا يستبعد أن تكون خلايا إرهابية تغلغلت إلى الأحياء، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في إطار أسلوب حرب الشوارع، بعدما فشلت عناصرها في المواجهات المباشرة مع قوات الأمن والجيش في المناطق والتضاريس المفتوحة والمكشوفة.
العرب اللندنية