عدن (اليمن) – صعّدت الولايات المتحدة الأميركية بشكل غير مسبوق من حربها ضدّ تنظيم القاعدة في اليمن، في نقلة نوعية لتلك الحرب التي تواصلت لعدّة سنوات واعتمدت على تنفيذ ضربات انتقائية بطائرات دون طيار في فترات زمنية متباعدة لمواقع وتجمّعات التنظيم، وتحوّلت خلال الأيام الأخيرة إلى جهد عسكري متواصل تجاوز الغارات المكثّفة بالطيران إلى عمليات عسكرية محدودة على الأرض باستخدام قوات خاصّة.
وبدا من خلال هذا التصعيد وجود قرار أميركي باجتثاث التنظيم في اليمن، قد يكون اُتّخذ استنادا إلى ما تراكم من معلومات استخباراتية تبيّن استفادة القاعدة من الوضع الأمني المتدهور وواقع الحرب الدائرة في البلد ليعيد التنظيم تموقعه في هذه المنطقة الحساسة المجاورة لمنطقة الخليج ذات القيمة الاستراتيجية العالمية، والمشرفة على ممرّ بحري بالغ الأهمية للتجارة الدولية بما فيها تجارة النفط.
ولم يستبعد خبراء أمنيون أن تكون العمليات العسكرية الأميركية الأخيرة في اليمن تمهيدا لعمل عسكري واسع النطاق تتولاه على الأرض قوات يمنية مدعومة من قبل التحالف العربي، ويهدف إلى إغلاق ملف القاعدة هناك بشكل نهائي، ضمن خطوات لإعادة الاستقرار المفقود بالبلد. وقال سكان مناطق يمنية ومسؤولون أميركيون، إن الولايات المتحدة نفذت ليلة الخميس-الجمعة موجة جديدة من الضربات ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، في أحدث مؤشر على تزايد تركيز الجيش الأميركي على التنظيم.
وبعد يوم من شن قوات أميركية أكثر من 20 ضربة جوية في اليمن، أفاد سكان بوقوع عملية عسكرية أميركية أخرى في قرية وادي يشبم في محافظة شبوة تضمنت حوالي عشر إلى 15 ضربة جوية.
وبعد حوالي ثلاث ساعات أفاد سكان في منطقة جبل موجان في محافظة أبين المجاورة بوقوع ضربات جوية مماثلة. وتحدث سكان أيضا عن اشتباكات برية بين جنود أميركيين ومسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وجاءت موجة الضربات في أعقاب عملية عسكرية نفذتها في آخر يناير الماضي قوات أميركية خاصة في أحد أرياف محافظة البيضاء وأسفرت عن مقتل مدنيين و14 من مسلحي التنظيم وجندي أميركي من القوات الخاصة التابعة للبحرية، بالإضافة إلى تحطم مروحية، واعتبرتها واشنطن عملية ناجحة تمّ من خلالها جمع معلومات مفيدة عن القاعدة ومخططاتها.
العرب اللندنية