قال كاتب أميركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي العودة إلى الاتحاد السوفياتي القديم، لكنه يريد إحياء الإمبراطورية الروسية أو ربما صيغة هجينة من الاتحاد السوفياتي من دون شيوعية.
وزعم إل تود وود -وهو قائد سابق لمروحيات القوات الخاصة الأميركية قبل أن يصبح كاتبا لعدة صحف وقنوات فضائية- أن بوتين لم يعد شيوعيا بل تحالف مع الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية في مسعى منه لإحكام قبضته على السلطة.
وأضاف أن بعض الدوائر الكنسية دانت فلاديمير لينين، أول رئيس للاتحاد السوفياتي وقائد الثورة البلشفية، وأوصت بإزالة ضريحه من الميدان الأحمر بالعاصمة موسكو.
وسرد الكاتب -في مقاله بصحيفة واشنطن تايمز- عدة أمثلة لتعضيد وجهة نظره القائمة على فرضية مساعي بوتين لإحياء إمبراطورية روسيا.
ففي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أغلقت حكومة موسكو الحدود مع إقليم أبخازيا في جورجيا المجاورة واحتلت القوات الروسية بعض الجيوب هناك بالإضافة إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما جمهوريتين مستقلتين. ووقع بوتين أيضا على مرسوم يسمح بتجنيد مواطني أوسيتيا الجنوبية في القوات المسلحة الروسية.
“بوتين يدرك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستكون مستغرقة في ترتيب بيتها من الداخل قبل أن تبدأ في نهاية الأمر بالتركيز أكثر على السياسة الخارجية. ولا يزال الكرملين يأمل في أن يخفف ترمب من العقوبات المفروضة على روسيا ومساعدتها في الخروج من دوامة التباطؤ الاقتصادي”
وفي مولدوفا -إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة- ظل الكرملين يمارس ضغوطا على الدبلوماسيين الذين يريدون فتح تحقيق في سرقة 20% من أصول خزانة الدولة التي تقدر بمليارات الدولارات وانتهى بها المطاف إلى روسيا، بحسب ما يقولون. ويرى هؤلاء أن المخطط الذي تحوكه روسيا يهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة الموالية للاتحاد الأوروبي، من ثم إعادة مولدوفا إلى الفلك الروسي.
وأطماع روسيا في أوكرانيا قصة أخرى. يقول الكاتب إن الحكومة الروسية وافقت مؤخرا على قبول جوازات السفر والوثائق الحكومية الرسمية الأخرى الصادرة من مناطق سيطرة المتمردين في دونيتسك ولوغانسك، من أجل تسهيل سفر حملتها إلى الاتحاد الروسي للعمل.
ولا تقتصر طموحات بوتين -برأي تود وود- على حدود جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أو الدول التي تدور في فلك روسيا، بل تمتد إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فإلى جانب نجاحه في تحويل دفة الحرب في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد، تتطلع موسكو الآن لانتهاز فرص أخرى تعيد إحياء علاقاتها مع حلفاء الحقبة السوفياتية.
وفي الأسبوع الماضي فقط، تسربت أنباء تفيد بأن قوات روسية خاصة تنشط داخل مصر عند الحدود مع ليبيا. ويريد بوتين استعادة مصر، وهي التي كانت تابعا في يوم من الأيام لموسكو، ويبدو أن قيام روسيا بمساعدة الحكومة المصرية في حربها على “المتطرفين” الإسلاميين في المنطقة، إلى جانب مدها بـ”جزرة” زيادة عدد السياح الروس، كانت هي الوصفة لبسط نفوذ موسكو هناك.
وفي ليبيا، تدعم روسيا اللواء “المارق” خليفة حفتر في قتاله ضد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة. أما الجائزة في المقابل فهي نفوذ جديد في المنطقة، وعائدات نفطية، وقواعد عسكرية محتملة وميناء آخر في المياه الدافئة.
وخلص الكاتب إلى أن بوتين يدرك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستكون مستغرقة في ترتيب بيتها من الداخل، قبل أن تبدأ في نهاية الأمر بالتركيز أكثر على السياسة الخارجية. ولا يزال الكرملين يأمل في أن يخفف ترمب من العقوبات المفروضة على روسيا ومساعدتها في الخروج من دوامة التباطؤ الاقتصادي.
وختم بالقول إنه إلى أن يحين ذلك، فإن الكرملين قرر استغلال الفرصة المتاحة له في الوقت الراهن والاستحواذ على أراضٍ بينما “لا يزال غسق شمس أوباما الضعيف يلوح في الأفق”.
المصدر : واشنطن تايمز