تصدرت الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا اهتمامات الصحف الإسرائيلية اليوم، وقال عاموس هارئيل الخبير العسكري بصحيفة هآرتس إن الحادث يشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول إجراء تغيير في قواعد اللعبة الجارية بين الجانبين، ويؤكد أن سياسة ضبط النفس التي اتبعها طيلة السنوات الماضية إزاء الضربات الإسرائيلية لن تستمر.
واعتبر هارئيل هذا التطور “خطيرا لأنه قد يذهب بالجانبين إلى مواجهة واسعة، في وقت تمكنا فيه من عدم الانزلاق نحوها خلال السنوات الخمس الأخيرة”.
وقال “منذ اندلاع الحرب الدائرة في سوريا قبل ست سنوات، واصل سلاح الجو الإسرائيلي استهداف قوافل الأسلحة المتجهة لحزب الله بلبنان باعتبارها أسلحة كاسرة للتوازن، خاصة القذائف الدقيقة والصواريخ البحرية، دون أن يعلن مسؤوليته عن ذلك بشكل مباشر”.
وأضاف أنه “في ظل اختلال موازين القوى بين الجانبين، هناك شكوك كبيرة في أن يكون الأسد معنيا بجرِّ إسرائيل لحرب طاحنة، لأنها كفيلة بتبديد الإنجازات العسكرية التي حققها نظامه خلال الشهور الأخيرة”.
وعن الموضوع نفسه، قال المدير السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الجنرال يوسي كوبرفاسر إن ما حدث “يجعل خيار التصعيد على الحدود الشمالية متوقعا أكثر مما كنا نقدر حتى الآن”.
وفي مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أضاف كوبرفاسر “ليس واضحا إذا ما كانت الحرب السورية الدائرة ستمنع أعداء إسرائيل من القيام بمحاولة ردعها، مع العلم أن إطلاق المضادات السورية على الطائرات الإسرائيلية لم يكن مفاجئا، فالسوريون لديهم قدرات عسكرية واضحة، لكن إسرائيل رغم ذلك لا تستطيع التسليم باستمرار إرسال شحنات الأسلحة من سوريا إلى لبنان”.
وأكد أن روسيا المتواجدة في سوريا “لا تعمل على منع إيصال تلك الأسلحة، وفي حين اختارت الولايات المتحدة أن تكون طرفا غير مؤثر في المعادلة السورية، فإن إيران وحزب الله استغلا هذا الظرف لتعزيز سيطرتهما على سوريا، والتسلح بما يستطيعان من قدرات عسكرية”.
لكن الدرس الأهم من هذا التطور -بحسب كوبرفاسر- هو أن إسرائيل ملزمة بأن توضح للولايات المتحدة أنها ستواصل إحباط إرسال قوافل الأسلحة، حتى لا تقوم قاعدة عسكرية ضد إسرائيل في شمال الجولان.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت كتب الخبير العسكري رون بن يشاي يقول “إن ما قام به الجيش السوري يعتبر دلالة على أن ما هاجمته إسرائيل من قافلة أسلحة كان سلاحا إستراتيجيا وهدفا نوعيا، مما قد يزيد من حدة التوتر المتصاعد بين الجانبين”.
وأضاف “رغم أن إطلاق المضادات السورية كان في وقت ابتعدت فيه الطائرات الإسرائيلية عن الأجواء السورية، فإن الأسد بات يشعر بمزيد من الثقة وهو يحظى بدعم الروس المسيطرين على الأوضاع داخل بلاده”.